كتاب أكاديميا

لجين عادل النصار تكتب: العلاج المهني والتصلب اللويحي (المتعدد)

 

عندما تلمس شيئا أو سطحاً حاراً قد يستغرق منك أقل من الثانية لتبعد يديك, كذلك عندما يسألك احدهم عن شيئ تعرفه حق معرفة ستجيبه فوراً بالتوقيت ذاته. لكن هل تساءلت يوماً عن سر هذه السرعة في ردة الفعل؟ السر يكمن في غشاء يدعى (المايلين).

غشاء المايلين هو غشاء سميك يُغلف الخلايا العصبية و يحميها.للمايلين عدة وظائف, أهمها أنه يلعب دور رئيسي في سرعة توصيل الاشارات من المستقبلات الحسية إلى الدماغ و العكس عن طريقالخلايا العصبية. و يرتبط أيضاً بعملية اتخاذ القرارات بشكلٍ أفضل ويساعد على تحسّن العديد من المهمات الدماغية كالقراءة وخلق الذكريات وعزف آلة موسيقية وأكثر من ذلك. تلف هذا الغشاء يسببمرض التصلّب المُتعدد وهو مرض مُزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي الذي يتكون من الدماغ و الحبل الشوكي و الذي يؤدي إلى تلف في غشاء المايلين مما يؤدي إلى بطء أو  توقف أو انحراف سير الإشارات العصبية المتنقلة بين الدماغ و أعضاء الجسم.

يعاني الأشخاص المصابون بمرض التصلّب المُتعدد من أعراض مُختلفة بحسب الأماكن المُتضررة من الجهاز العصبي, و قد تختلفهذه الأعراض من شخص إلى أخر. تلك الأعراض تشمل الخدران في الأطراف،تغير الإحساس, تشنج العضلات و ضعفها ، خلل في التوازن، و مشاكل في النظر (فقدان جزئي او كلي للنظر, إزدواج الرؤية و قد يتسبب في التهاب العصب البصري). كما أنه يسببخلل في الذاكرة وتأثرها في اتخاذ القرار، و صعوبة في النطق، و اخيرا و ليس اخرا الارتعاش الجسمي و من هنا يبدأ دور العلاج بالعمل.

العلاج بالعمل هو تخصص يشمل التركيز على الجوانب الجسدية و النفسية و العقلية للمريض, و يهدف إلى مساعدته للقيام بوظائف الحياة اليومية باستقلالية و إستعادة الأداء الوظيفي ، و يشمل التركيز أيضاً على البيئة المحيطة به كالبيت أو العمل أثناء القيام بدوره. 

تنقسم الخطة العلاجية إلى ثلاث أجزاء. الجزء الأول الجانب الجسدي و يتم خلاله تقوية عضلات الجسم العلوية و السفلية لتحسين المشاركة في عدة أنشطة يومية مهمة للمريض, و ممارسة التمارين الرياضية الهوائية التي تساعد في الحفاظ على التوازن.كما من أنه يساعد على تخفيف الإرتعاش الذي يحد من استقلالية المريض عن طريق استخدام أدوات تكيف ذات وزن ثقيل.

الجزء الثاني هو الجانب العقلي و الذي من خلاله يقوم المُعالج بتحسين الادراك والمساعدة في تقوية الذاكرة والتركيز من خلال استخدام طرق متعددة لتعويض الخلل الذي سببه المرض تشمل استخدام المنبهات الصوتية والمرئية، و استخدام الكتابة والمذكرات الهاتفية كنوع من العلاج.

الجزء الثالث هو الجانب النفسي و الذي من خلاله يساعد المُعالج المريض على معرفة كيفية التعامل و السيطرة على الضغوط النفسية الذي يتسبب بها المرض.

لكل مريض يُعاني من التصلّب اللويحي المتعددلا تفقد الأمل, إنت قدها .. إنت تقدر

 

لجين عادل النصار

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock