كتاب أكاديميا

نورة العجمي تكتب: قال يمة

تحمس طفل و بكل براءة قال “يمة” 

كلمة لطيفة آمنة ، نطقها الطفل لأنه يرىأن أقرب شخص و أكثر شخص يشعر به وبحماسه و تعبه و رضاه و زعله ( أمهبطهرو عفوية قال ( يمة ) بسجيته التي لمتعرف الـ (عيبالمتخلفة أحياناً قال (يمة).

غريب جداً أن نجد من يغضب على طفللأنه نطق بين أصحابه (يمةهو طفل و همأطفال و هي أمه و تبقى فخر له حتىالموت.

حدث هذا الموقف أمامي عندما دُهشطفل من لعبة و أثناء الحماس قال يمة ،فقالت الأم بجدية (عيب تقول يمة ) ( أنترجال ) ، الموقف غريب و متخلف بعضالشيء ، طفل في عمر الـ ٣ سنوات ونعلمه العيب على شيء لم يخدش حياءه ،على شيء فطري و عفوي ، على عنصريةسخيفة لا أراها إلا وحشية و جرم ! 

لماذا نحن من نضع الغبار على معتقداتالأبناء، لماذا نزرع فيهم العنصرية و نلوثهمباكراً!

الأم كيف سمحت لنفسها أن تقلل منقيمتها في عين ابنها!

الرجل و هو رجل و ليس مرأة لو نبه ابنهعلى عدم قول يمة لبدى متخلف ، فكيفبالمرأة و هي المعنية أصلاً ؟ 

و الشيء الغريب ما العيب فيها أصلاً ؟ ، ألايعلم الناس أن لهذا الطفل أم ؟ ، و هلأقرانه ( نظيفين القلبأصلاً سينتقدونه ؟،لماذا لم ترفع الأم قدرها ؟

حين ناقشت الأم فالموضوع و قلت لها أنالموضوع طبيعي و عادي ، حاججتني أنهالطفل سيكبر و يصبح رجلاً و يضحك عليهالرجال لو قالها .

فكر غريب

حاولت مناقشها و قلت أنه لو كبر و حدثذلك فلا حرج ، و استشهدت ببيت الشاعرسعيد بن مانع الذي قال فيه:

يـمّـة صـغـيـرك نـاظـري شـاربـه طـال

‏ ولـلـحـيـن لا مـنّـه فـزع  ، قـال.. يـمّـة

لكنها أصرت أنه فعل سيء و يقلل منه ، وأنا مصرة أنها وحشية و زرعت “بدونقصد” في نفس ابنها العنصرية و التقليلمن شأنها 

و لا خاسر سواها.

نورة العجمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock