بدور المقيصيب تكتب: الكاريزما في التدريب
عندما نقابل العديد من الأشخاص في حياتنا و في مواقف مختلفة نجد أنفسنا نعيش تلك المواقف مره أخرى و يتمثل لنا الاشخاص أمام أعيننا نسمع أصواتهم و نشعر بوجودهم و نتذكر كلماتهم المؤثرة بل و نكاد نشعر بنفس الشعور الذي شعرناه و نحن أمام تلك الشخصيات المؤثرة. من تلك الشخصيات؟ حاضرة في حياتنا! لا تنفك أن تنسى أو تفنى من ذاكرتنا. شخصيات طاغية في حضورها و تأثيرها، قادرة على احداث فرق في حياة الأخرين. تلك هي الشخصيات الكاريزمية التي تستطيع أن ترسم لنفسها صورة مشرقة و علامة مميزة (Brand) ترى نفسها من خلالها و من ثم تعكس ذلك على الآخرين من حولها بشكل مؤثر و ايجابي و بقوة قد تغير مجرى حياة الكثيرين.
و بما أن التدريب قوة تحدث تغيرا في الآخرين كان واجبا على المدرب أن يبني شخصية كاريزمية في ذاته حتى يكون قادرا على أن يحدث تغييرا بشكل أفضل و أقوى. بل و قد تكون شخصيته الكاريزمية هي أحد الوسائل المعينة في عملية التدريب.
كيف تكون مدرب كاريزمي؟
التمتع بالكاريزما كموهبة أو هبة من الله سبحانه وتعالى أمراً عظيماً، ولكن في عصرنا هذا وجب علينا تسخير التكنولوجيا المحيطة بنا لتطوير ذواتنا للوصول إلى ما يطور من ذواتنا و شخصياتنا، وبما أنّ الشخصية الكاريزمية هي الشخصية التي يسعى الآخرون إلى الاقتداء بها فإنّه من الضروري العمل على بناء تلك الشخصية بالشكل الأمثل، وذلك من خلال التعرّف الدقيق على الذات، والانتباه إلى ردود الأفعال النفسية والجسدية في المواقف المختلفة، وذلك من أجل الوصول إلى العيوب التي يمكن أن يراها الآخرون ويفهموها، ثمّ التحكم فيها بالتعديل والتطوير المستمرين بالحصول على المزيد من المعارف العامة في مختلف المجالات التي يمكن أن تضاف إلى الشخصية، لأنّ الشخصية المثقفة والموسوعية من أكثر الشخصيات جاذبيةً لدى الآخرين وأكثر قدرة على التحكم في المناقشات المختلفة. و من ثم اسقاط كل ذلك التطوير في العملية التدريبية التي ننغمس بها كل يوم.
لن يحدث هذا التغيير الا اذا بدأنا بقرار من أنفسنا بأن نتطور الى الافضل و الى ما يعيننا في عملية التدريب التي أصبحت جزاء كبيرا من حياتنا كمدربين و يجعله أكثر قوة و أكثر تأثيرا و من هنا نشعر بالرضا و نشعر الاخرين بذلك أيضا وصولا الى الهدف الاسمى للتدريب.
بقلم/ الأستاذة بدور المقيصيب
قسم اللغة الانجليزية
المعهد العالي للخدمات الادارية