م..شهد الناصر تكتب :ليس صياماً بل إعادة بناء حياة

دائماً أحب التأمل بالأحداث التي تجري واستلهم منها العِبرة والحكمة..
وقد يظن البعض أنَّ تفكيري عميق سُكّر زيادة وفلسفي حبة طويلة !
لكن ما قيمة العقل إنْ لم تتفكر وتتأمل !
أيام هذا الشهر مُختلفة كثيراً عن السابق فهي مُغلّفة بالصبر و الحظر ومنع التجول وأزمة كورونا وفقدان تجمعات الأهل والأحباب ..
إنَّ هذا الشهر هو نقلة نوعية بحياتي وبدأته بأنْ أغفر لنفسي أخطائي وألا أجلدها باللّوم وأنْ أتصالح مع قلبي واطبطب عليه بآيات الله وأسمائه الحسنى..
و من أعظم الدروس التي أهدتني اياها العشر الأوائل من رمضان:

1- القبول والتسليم بالأشياء الجديدة التي تحدث معي ..
فلماذا أرفض استقبال الشيء الجديد ؟
لماذا التقوقع بزاوية ضيقة بينما الحياة واسعة ؟
تعلمت أنَّ الرفض للمستجدات يُورث الحزن والقلق ..
فيارب نسألك الرضا وأن نحمدك على كل حال ولاتجعلنا يا الله من المُتذمرين.

2- تأمل أسماء الله الحسنى التي دائماً استشعرها في مجريات حياتي
ولطالماً شدني اسم الله ” الجبّار”
استعين به على الجروح فتطيب
وعلى الكربات فتنفرج
فكلما تذكرت معي الله الجبّار شعرت بالقوة والثبات فلايهمني الأرض ومن عليها.
إنّي أنبض كذلك ببركة اسم الله “الوهّاب” الذي لطالما أفرحني بالمفاجأت وأغدق على قلبي بالمنحات في الوقت الذي شحَّ الأقرب حتى بالسؤال عن حالي .
فمن ذا الذي يُوقف أحلامي إنْ كان الوهّاب شملني ببركته ؟! .

3-منحتني أيام رمضان دورساً تهذيبية للنفس ومنعها من الانجراف بالعالم الافتراضي ..
أصبحتُ أكثر قُرباً لتفاصيلي الواقعية وقلّ التفاتي للسوشال ميديا وسمومها الادمانية.
ويكفيني ياالله أنّي كنتُ ولازلت أواجه واقعي وأسعى لتحسينه في وقت اشتهر أناسهُ بالهروب.
اللّهم إنّي أُشهِدك أنَّ صيامي
ليس صياماً عن مَأكلٍ ومَشرب
بل إعادة بناء حياة
فيارب إنّي أحاول فأعني..

بقلمي الدافىء:
م..شهد الناصر