د.علي المطوع يكتب : المكافح الفاسد

في كل المجتمعات هناك أخطاء إدارية أو هفوات من المسؤولين، وقد تتشابك خيوط هذه الأخطاء والهفوات ما بين المسؤولين وتتعقد فك هذه الخيوط بسبب عدم حل المشكلة في وقت مبكر، ولذلك نتساءل: لماذا تُترك القضايا لوقت طويل وفجأة تصبح حديث المجتمع؟ ومن هو هذا الذي يدعي أنه مكافح ؟
للأسف بعد دراسة ومتابعة مني لفترة طويلة لأغلب المشاكل التي يتم اكتشافها بعد فوات الأوان تكون من فرد له مصلحة شخصية بطرحها للمجتمع بهذا الشكل، فيدعي أنه المكافح ولكن بالحقيقة هو الفاسد، لأنه لم يتكلم عن المشكلة إلا بعد ما يكون هو وقع في قضية فساد، فيحاول أن يحمي نفسه بأن يتكلم عن مشكلة أخرى وهو يعلم عنها بفترة طويلة، ولكنه يختار الوقت المناسب له، لذلك نقول عنه هو متصيد الأخطاء، ولنعطي مثالاً على ذلك: كثر الحديث فى وقت الحالي عن الشهادات من جامعات تم إلغاء الاعتراف بها بعد تخرج الطلبة منها وخصوصاً على أعضاء هيئة تدريس بالتطبيقي بالأصل كانوا مدرسين بالتطبيقي لكن حاملين شهادة الماجستير، فأرادوا أن يحصلوا على شهادة الدكتوراه فقط لتحسين وضعهم الوظيفي بأقسام عملهم، وكان هذا قبل ثمان سنوات وتحديداً بعام ٢٠٠٨. 
وبعد انتهاء أعضاء هيئة التدريس من بعثاتهم كما ذكرت بعد ثمان سنوات يظهر فجأة مجموعة من الأشخاص يتحدثون بأنهم سوف يكافحون من تخرج من هذه الجامعة لأنه تم إلغاء الاعتراف بالجامعة بعد تخرجهم، وكان هذا في عام ٢٠١٥، وبعد هذه الفترة وحسب قانون الخدمة المدنية لا يمكن محاسبة الموظف عن أي خطأ إداري بعد خمس سنوات من حصوله، لذلك لماذا لا يدعوا أنفسهم أنهم مكافحين ويتكلمون الآن!
وبعد الفحص والتمحيص بملاحظات الديوان المحاسبة وجدت الطامة الكبرى، وهي أن من يتكلم عن المكافحة وحفظ مال العام هم من قاموا بسرقة المال العام عن طريق أخذ ساعات إضافية وأيضاً مخصصات الفصل الصيفي وهم أصلاً كانوا في إجازة، أي بعد أن كشفهم ديوان المحاسبة بسرقاتهم، قاموا يتكلمون عن قضايا أخرى، لذلك بالوطن العربي تجد هناك عدد كبير من المصلحين ولكن لاترى تقدم بحل القضايا لأنهم بالحقيقة هم ليسوا كذلك، وللأسف بالوطن العربي ننجذب من يقوم بالتشهير ونشر الفضائح ولو كانوا كاذبين.
دكتور علي المطوع

كلية الدراسات التجارية

التطبيقي