فيحان العازمي يكتب: ما سر إصرارك على المعلمين الوافدين.. يا وزير المالية؟!
إن من أبسط القواعد والأعراف أن تحترم أي دولة تعهداتها وما تتفق عليه وما تبرم من عقود وقد جُبلت الكويت على الوفاء بالتعهدات والعقود منذ قديم الأزل، إلا أن وزير المالية السيد أنس الصالح وكأن هناك عداء وثأرا شخصيا بينه وبين المعلمين فأراد أن يجعل من قضية بدل السكن الخاصة بهم وسلاحاً وحرباً شخصية للانتقام منهم رغم عدم التكافؤ بين طرفي الحرب، فهناك طرف يملك كل أسلحة القوة وطرف كل قوته وعتاده الصمت الحزين على عدم التقدير وإنكار المجهود الذي بذله – هؤلاء المعلمون – من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية وأسهموا في نهضة الكويت وعملوا بكل ما يملكون من قوة من أجل ان يقدموا رسالتهم بأكمل وجه، فكان جزاؤهم من السيد وزير المالية هو إشعارهم بأنهم لا قيمة لهم فتفتق ذهنه عن أن معالجة العجز الاقتصادي يمكن أن تتم بحفنة الدنانير التي سيتم اقتطاعها من دماء المعلمين الوافدين ضارباً بعرض الحائط سمعة الكويت أمام دول العالم وإظهارها بأنها لا تحترم تعاقداتها فكيف تفعل ذلك بالكويت دولة المبادئ يا سيادة الوزير.
نعود للسيد وزير المالية الذي ضرب الحكومة في مقتل عندما أظهر أعضاء الحكومة وكأن هناك حرباً فيما بينهم فنجد سيادته يظهر وزير التربية د.بدر العيسى أمام أبناء وزارته وكأنه لا كلمة له فبعد أن صرح العيسى بأنه طلب تأجيل القرار لمزيد من الدراسة نجد السيد أنس الصالح يعود مسرعاً من رحلته الخارجية وكل همه هو أن يوقع ذلك القرار الظالم الجائر الذي تدور حوله العديد من الشبهات القانونية والدستورية والإنسانية ليظهر أنه الوزير الأقوى وأن السيد وزير التربية وكلامه غير مؤثرين.
وما كان ليحدث هذا لو أن هناك مجلس أمة يقوم بدوره على أكمل وجه أو ان أعضاءه يعملون من أجل صالح البلد، وأتوجه إليهم بسؤال: لقد قدمتم استجواباً لوزير المالية فلماذا لم تضمنوا أحد محاوره ما يسعى إليه السيد وزير المالية من قرار لا نعلم هدفه بتدمير العملية التعليمية من خلال ذلك القرار، أتظنون أن هذا القرار يخص المعلمين الوافدين الذين لا صوت لهم لديكم؟! لو ظننتم هكذا فأنتم في غفلة لأنه سيمس أبناءنا ويدمر العملية التعليمية من خلال تدمير نفسيات هؤلاء المعلمين يا سادة.
وفي ختام مقالي أقول للسيد وزير المالية: لن أكف عن كتابة مقالاتي وإيصال صوتي لكل من يسمع حتى تعرف أن القرارات غير المدروسة لها آثار مدمرة على المجتمع الكويتي كله فهل لك أن تفكر؟! وليحفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.
فيحان العازمي