عبدالعزيز الرميش يكتب: تطوير الذات لا يأتي الا بعد حب الذات
تطوير الذّات وتغييرها نحو الأفضل هوشعار نادى به الكثيرون، ورفعه من أرادتغيير حياته والانطلاق بها نحو الأمام، وقديكون سبب تطوير الذّات لدى الفرد نابعاًمن داخله، أو نتيجة مؤثّر خارجي أثّر فيحياته، فكانت هذه نقطة البداية، ولا يصدرقرار الفرد في تطوير ذاته وتغييرها أولاًوآخراً إلا من داخله وبإرادته هو ويجبعبيه ان يحب ذاته حتى يتم تطويرهاللافضل وللوصول للنجاح المعني بتطويرالذات ، ويظهر هذا المعنى واضحاً في قولهتعالى: (…إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىيُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) فما هي أنجع الأساليبلتطوير الذات، وما العوامل التي يجبتوفّرها لتحقيق ذلك؟ أساليب تطوير الذّاتتطوير الذّات البشريّة يحتاج من الإنسانإلى اتّباع العديد من الأساليب والطرق التيتكون عوناً له على تطوير ذاته، منها :– التحدث مع الذّات: وفي التحدث معالذات يقول جيمس آلان: (أنت اليوم حيثأوصلتك أفكارك، وستكون غداً حيثتأخذك أفكارك)؛ فالإنسان بطبيعته يتحدّثمع نفسه كثيراً، ويتوقّع الأسوأ دائماً، فهو لايرى إلا السلبيّات أمامه، ولدى كارنيجيرأي في هذا الموضوع فيقول: إنّ أكثر من93% من الأفكار التي ترِد إلى الإنسان حولالأحداث التي يعتقد أنّها ستكون سلبية لاتحدث معه أبداً، بينما أحداث قليلة تصلنسبتها إلى 7% فقط فلا يمكن التحكُّم بها،مثل: الموت، والجوّ. وللتحدث مع الذّاتأهمية كبيرة في حياة الإنسان؛ فالبرمجةالذّاتية إمّا أن تجعل منه شخصاً سعيداًوناجحاً في حياته، يحقق كل أحلامه، وإمّاأن تجعله تعيساً وبائساً ويائساً. النظر فياعتقاد الشخص: فالاعتقاد هو مولدالتحكم في الذّات لدى الفرد، وهو الأساسالذي تُبنى عليه أفعاله، ويُعدّ أهمّ خطوةمن خطوات النجاح ، يقول الكاتبالأمريكيّ نابليون هيل: (ما يُدركه ويؤمن بهعقل الإنسان يمكنه أن يحقّقه)، وهناكحكمة تقول: (لكي ننجح، فلا بُدّ أولاً من أننؤمن بأننا نستطيع النجاح)، والاعتقاد هوما يتحكّم في الفرد نجاحاً أو فشلاً، فهو قديكون سبباً في فشل الفرد في حياتهالعمليّة وتصرفاته في الحياة، وقد يكونسبباً في نجاحه وبلوغ أهدافه التي يتمنّاها،ويقول ريتشارد باندلر: (إنّ للاعتقادات قوةكبيرة، فإذا استطعت أن تغيّر اعتقادات أيّشخص فإنّك من الممكن أن تجعله يفعلأيّ شيء). وأكبر مثال على ذلك هو توماسأديسون، فقد اعتقد أنّه سينجح يوماً ما،وسيحقق ما يسعى إليه، ولذلك واصلعمله وتجاربه رغم كثرة تجاربه الفاشلةالتي بلغ عددها 9.999 تجربة، وتقليلالناس من عمله وإنجازاته، ورغم ذلك كلّهفقد واصل العمل حتى أثبت نجاحهللجميع. معرفة أنّ القرار المُتّخذ سيغيّرالمصير: يجب أن يعرف الإنسان أنّ القرارالذي سيتخذه هو القرار الذي سيغيّر حياتهومصيره، وسيكون انطلاقةً نحو النجاح،فالقرارات التي يتخذها الإنسان تحدّد شكلتعامله مع الآخرين ، وطريقة عمله؛ فالعالميتحرّك في إطار أمرين، هما السرعة،والابتكار، ولذلك على الإنسان أن يدركأهميّة هذا الأمر. يقوم القرار المُتخذ منقبل الشخص على أمور مهمّة، منها قِيَمالشخص المقرّر، واعتقاده، والمفهومالذّاتي لديه، ومدى إدراكه للأشياءالمحيطة به، ووجود المؤثرات الخارجية. وضع الفرد مثلاً أعلى له: على الفرد أنيتّخذ مثلاً له؛ ليكون حافزاً ودافعاً له نحوالتطوّر و النجاح ، وعليه أن يُردّد باستمرار:إذا كان فلان قد نجح في حياته وأعماله،فأنا أستطيع أن أنجح. التخيّل الإبداعي: هوتخيل الإنسان نفسه في المستقبل وهوناجح في حياته بعد التطور، و التغيير الذيأحدثه. عوامل تطوير الذّات يُشير عبدالكريم بكار إلى إنّ نجاح الفرد يحتاج منهإلى مجموعة من العوامل الإيجابية التييجب أن تتوفّر في الشخص، وبمقدار توفرهذه العوامل في الشخص يكون نجاحهوتطوّره؛ فهذه العوامل هي بمثابة الخلطةمتعدّدة العناصر، ومن الضروري توفّرها فيعملية النجاح، وعلى الإنسان أن يدرك أمراًمهمّاً، هو أنّه لا يوجد نجاح صافٍ وخالٍمن الانتقاد أو الجدال، أو لا يقبلالتحسين؛ فهذه حقيقة، مَن أدركها لميُصِبه غرور النجاح، وسيواصل مسيره فيطريق الارتقاء والتقدم. ومن العوامل التيتساهم في تطوير الذّات لدى الإنسان، ماذكره توراو توكودا في كتابه، ومن هذهالعوامل تحويل رغبات الفرد إلى أهداف:الكثير من الأفراد لديهم رغبات وأمنياتكثيرة، يريدون تحقيقها في أعماق أنفسهم،إلّا أنّ هذه الرغبات تبقى على حالها دونأن يبذلوا أيّ جهد أو عمل في سبيلتحقيق ما يريدون من رغبات؛ لذلك يبقونفي أماكنهم، من غير إحراز تقدّم فيحياتهم، ولكي يُحقّق الإنسان التقدّمالمنشود الذي يتمنّاه، يجب عليه رفعدرجة الرغبات هذه إلى درجة أعلى منذلك، فلا تبقى مجرّد رغبات يتمنّاهاالشخص، وإنّما عليه أن يجعلها أهدافاًواضحةً، ثمّ يبدأ بعد ذلك بوضع الإجراءاتالعمليّة اللازمة لتحقيقها على أرض الواقع. البدء بالعمل فوراً عند تحديد الهدف: فلايتحقّق هدف الفرد عند وقوفه محتاراً بينالعديد من الأهداف، فيختار الأفضل منها،ويجزم في أمره فوراً، دون أن يستغرقهالتفكير، أو يركز في التفاصيل، فيحدّدالهدف الذي يسعى إليه، ثمّ ينطلق مسرعاًللعمل ، والبحث المتواصل في الطرقوالوسائل التي تُعينه على ذلك. العملالمتكامل يولّد اليقين: بعد بدء الإنسانبالعمل، عليه أن يكون على يقين بأنّهسينجح في عمله الذي أقدم عليه، ويثقبنفسه وبنجاحه في بلوغ الأهداف التييسعى إلى تحقيقها ويتمناها.