م. طارق الدرباس يكتب: هكذا تكون المعلمة الكويتية
ما علاقة معلمة كويتية لطلبة المرحلة الابتدائية، بحفل تخرج طلبة المرحلة الثانوية؟! وفي منتصف الإجازة الصيفية للطلبة والمعلمين!؟
إنها حكاية المربية الفاضلة نورة الحميدي، والحائزة جائزة حمدان آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، وهي معلمة علوم في المرحلة الابتدائية، إلا أنها أقامت يوم الثلاثاء الماضي حفلا لتخريج طلبتها من المرحلة الثانوية الذين قامت بتدريسهم قبل 10 سنوات في المرحلة الابتدائية.
أتساءل عن وفاء هذه المعلمة لطلبتها، وعن تواصلها على مدى 10 سنوات معهم وأتساءل عن حرصها على توجيه واحتضان طلبتها من قبل محاضن استضافتهم في حفل تخرجهم ليحتضنوا هؤلاء الطلبة ويكونوا لهم الموجهين والمعينين في المرحلة القادمة.
أقامت حفلا خاصا لطلبتها بأحد فنادق الخمس نجوم ومن حسابها الخاص، والسبب إيمانها الحقيقي بدورها العظيم ورسالتها السامية كمعلمة في أهمية الاستثمار بالعقل البشري ودوره في بناء المستقبل.
ومن جميل ما في هذا الحفل الذي تشرفت بحضوره بعد دعوتها الكريمة، أن هذه المربية حرصت على عرض فيديو لبعض اللقطات لها مع هؤلاء الطلبة قبل 10 سنوات ورحلاتهم الخاصة وأنشطتهم وفعالياتهم.
والأجمل من ذلك حرص هؤلاء الطلبة على دعوتهم لحفلات تخرجهم في الثانوية، وحرصهم على الاحتفاظ ببالطو مختبر العلوم وقد نُقشت عليه أسماؤهم ووظائفهم في المستقبل من المرحلة الابتدائية لتناديهم بها، ويكون أمامهم طوال حياتهم الدراسية، وقد احتفظوا بهذا البالطو خلال كل تلك الفترة.
تحرص الأستاذة نورة الحميدي دائما على غرس القيم في نفوس طلبتها ومن أهم هذه القيم «العلم والعمل والأخلاق لخدمة الوطن والناس».
هكذا نتمنى أن نرى معلمي وزارة التربية، فبمثل الأستاذة نورة الحميدي نفتخر، وبأمثالها ينصلح التعليم، وترتقي المجتمعات، وينهض الوطن.
م.طارق الدرباس