فاطمة السلمان تكتب: نظرة في مرآة الروح

في هذه اللحظات، ومع الخطوة الأولى في رحلة 2019 وأولى صفحات الدفتر، وقبل أن تخط أول حروفك عليها. قف قليلا.. التفت إلى بقايا السنة التي شدت رحالها.. وانظر في مرآة روحك.. تمعن في قسمات وجهك.. سترى بوضوح أن سنة 2018 قد رسمت أيامها وما حملته لك بين ملامحك. تأمل ما فعلتَه فيها وما فعلت هي بك؟ تذكر لحظاتك السعيدة وابتسم من أعماقك. وتذكر أولئك الذين دخلوا حياتك فملؤوها طهرا ونقاء وجعلوك وكأنك تتنفس الحب وتحلق بين طيور الأمل، وعندما لا تسعفك مفردات اللغة لشكرهم ترجم إحساسك النابض نحوهم إلى دعوة صادقة علقها في عنق السماء ليجعل الله فيمَن رافقتهم خيرا لك ولهم.
وحين تقفز إلى ذهنك صورة لمن كنت لهم في عثراتهم عونا ولم يكونوا معك في حاجتك، أو رحلوا دون سابق إنذار، فاحمد الله وتذكر أنك قادر على جذب كل ما هو جميل.
استحضر لحظات نجاحاتك وإخفاقك، ضحكاتك وحزنك، انتصاراتك وانكسارك، وحاول أن تتلمس شعور الامتنان لجميع المواقف. لأن بعضها رسم ابتسامة فرح وسط قلبك يبدو بريقها في عينيك، وبعضها الآخر علمك درسا، وغيرها من المواقف بث فيك القوة والصلابة. وتنازل عن رغبتك بالرجوع الى زمن حمل لك شعورا سيئا لتغير سيناريو الحياة، فالإعداد للقادم الجديد أجدى من تكرار الأزمنة.
همسة الختام: ابحث جيدا في طيات عامك الجديد عن حلمك البعيد، إنه عام الأمنيات الذي يحمل خيوط الأمل لتغزل بها من أحلامك العالقة واقعا تسعد به، وارسم شكل مستقبلك على لوحة 2019 بريشة الأماني العذراء وألوان الإصرار والتفاؤل. واحذر النظر إلى ما يرسمه غيرك لتقليده، واعلم يقينا بأن سر الجمال يكمن في الاختلاف.