كتاب أكاديميا

عيد 2025: عندما تختنق بهجة اللقاء بسطحية التفاخر والتصنّع..بقلم : م.شهد الناصر

•حفل استعراضي أبطاله أشباه الدمى وكومبارس الظل

العيد في زمن السوشال ميديا أصبح عبارة عن ساحة تفاخر بالهدايا وافتقد رونقه واختنقت بهجته بعد أن تعرَّى عن بساطته وارتدى وشاح التفاخر .
من المؤسف أنَّ تجمعات العيد بدلاً من أن تضم روابط العلاقات أصبحت تهدم النفسية بمطرقة الاستعراض بأيدي أشباه الدمى وكومبارس الظل المهووسين بالنسخ واللصق .
وأصبح التواجد ضمن التجمعات يتطلَّب وعي ونضج وطولة بال فمن لا يمتلك وعي سيعيش بدوامة الضغط النفسي .
ففي المجالس هناك :من يتعمَّد احراج الآخرين يغلِّف الوقاحة بسذاجة الفكاهة التافهة دون مُراعاة أو تقدير لظروف الآخرين
وهناك متفاخري الإنجاز الذين يتغذون على تَصغير الآخر ويتأثر بهم من ربطَ قيمته بالإنجاز فيشعره ذلك بالدونيّة .
وهناك من يكلِّف نفسه بأعباء مالية فائضة من أجل تقليد أعمى لوجهات السفر للتفاخر على قروبات العائلة بدلاً من أن تكون سفرة العيد تجربة روحية تتجدد بها المشاعر و تتعافى القلوب بها من الضغوط .
أن تُظهر فرحتك بالعيد شيء مختلف
عن أن تحولَّه لشو استعراضي تتفاخر
فيه وأنت خاوي السعادة
فارغ الروح من أي قيمة
تلهث لتواكب الترند
دون أي شعور ببهجة العيد
هل اعجاب الناس بك يضيف لقيمتك؟
“قيمتك تكمن بقبولك لنفسك كيفما كانت الأحوال أما المظاهر مجرد بهرجة قشور يغلف فيها الضعفاء شخصيتهم الحقيقية”.

العيد أن تكون مأمون الجانب بحديثك وأسلوبك وأخلاقك وتتجنب الأسئلة المحرجة للناس
فلا يظهر منك إلا كل اللطف والتفهّم
تُراعي الكلمة قبل أن تنطقها
فليس الجميع سواسية بالظروف
اسمح لنفسك أن تعود لبساطتك
دع عنك عالم الزيف واسعد بما تملك
والتفت لعائلتك واغمرهم بحب
واصنع ذكريات دافئة معهم
فالصور التي نلتقطها هي معاطف أمان نخبىء بها ضحكاتنا وجنوننا ..تُعانقنا كلما عدنا إليها في الأيام الرتيبة وتذكّرنا أن هناك من يُحبنا بلا شروط لنعود لأنفسنا الثمينة.
عيد مُبارك لكل الذين حافظوا على بساطتهم وعاشوا العيد بعمق ارواحهم وليس بمظاهرهم .
وهداكم الله أيها الضائعون عن أنفسهم في أنفاق المقارنة
وجبر الله القلوب المغتربة والفاقدة عزيز
وكل عيد وكل تائه يجد وجهته الحقيقية
وكل مخذول يجد العوض الجميل و يفهم المعنى الأعمق لحكمة الله فيما صرفه عنا .
وجمعنا مع من يليق بنا في أعياد مديدة في أماكن تستحق توجهنا بتمام العافية والرضا..
وكل يوم هو عيد
إن استشعرنا النعم
وعشنا تفاصيلنا
ببساطة ورضا مع من نُحب.

بقلمي الدافىء: م.شهد الناصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock