أزمة الغياب في المدارس.. كلاكيت كل مرة!!
من متابعتي في الأجواء التعليمية في رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية لم أتفاجأ في تكرار الأخطاء وخلل الممارسات لبعض الادارات المدرسية والتعليمية في الاستمرار في ممارسة كل عوامل الضغط على الطلبة وأولياء الأمور في منح أنفسهم اعطاء الصلاحية في فرض تغيبهم عن المدرسة والزامهم في عدم احضار الطلبة بحجة (ماكو دراسة والكل غايب تبي ولدك أو بنتك يقعدون بروحهم) للأسف تحدث هذة الممارسات في كل سنة قبل العطل الرسمية ولا زالت هذه الادارات المدرسية بعيدة عن الرقابة ومعفية عن المحاسبة والعلة اذا تواطأت بعض المناطق التعليمية في تقاضيها عن هذة الممارسات غير المهنية، فهي تمثل هدر في المال العام واهمال متعمد في تراجع مستوى التعليم وكفاءة المخرجات.
بحسبة الأرقام يبلغ اعداد الأطفال المسجلين في مرحلة الرياض بحسب احصائية عام 2013/2012 (44630) التكلفة الاجمالية لكل طفل حوالي 3000 دينار سنويا وعلى اعتبار ان عدد الأيام الدراسية المعتمدة في وزارة التربية لا تزيد عن 156 يوما وعليه تحسب تكلفة كل متعلم في اليوم على الحكومة تقريبا 20 ديناراً، في سؤالنا عن نسبة حضور الأطفال اليومية وصلت منذ الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر %47 في منطقة العاصمة على سبيل المثال ونتوقع ان النسبة قد تزيد في المناطق الآخرين وهذا يعني ان اجمالي الهدر اليومي يصل الى نصف مليون دينار تقريبا!!! هذه الأرقام الحسابية ماذا تعني في تفسير الاقتصاديين وصناع القرار والمسؤولين عن اصلاح السياسات التعليمية وفي الوقت نفسه نجد ارتفاع نسبة ميزانية الوزارة في الموازنة العامة للدولة حيث صنفنا من اعلى عشر دول في العالم انفاقا على التعليم!!! اليوم الكل يتحدث عن تدهور التعليم وتراجع المستوى التحصيلي للمتعلمين ولعل مستوى مؤشرات أداء مؤسسات التعليم الحكومي في أدنى مستوياته مقارنة في المؤشرات التعليمية العالمية والسؤال هنا ماهي المبادرات التي تقوم بها وزارة التربية لتطوير التعليم المدرسي؟؟ ان حالة الاهمال واللامسؤولية اتجاه التعليم من قبل بعض العاملين في مختلف القطاعات التعليمية انعكس على نوعية المتعلم الذي يبحث عن التعليم السهل والتخصص الهين (اللي ما يبي مجابل ولا تركيز) لأن في النهائية الكل يجد وظيفة براتب حكومي راهي ولا عزاء للتنمية والتقدم الذي نسمعه كل يوم لان التقدم وقيادة التغيير الذي نحلم به لن يتحقق في متعلمين متقاعسين وبعيدين عن حلم التنافسية الا من رحم ربي وهم قلة!!! لن نعفي احدا من مسؤولية تطوير التعليم كلا في موقعة يتحمل ما وصلنا اليه من تراجع وتراخي ولا نلقي اللوم على الطالب فقط أو المعلم ولكن من يقوم في ادارة مؤسسات التعليم في كافة مستوياتها تتحمل الدور الأهم فهي مطالبة بالمتابعة والتطوير والرقابة وفق أسس ادارية ذات منهج عملي وليس في الأساليب التنظيرية التقليدية فكفانا ادارات الوجاهة والمظاهر لأن ادارة التعليم تتطلب ادارات العمل والحلول وليس ادارة الأزمات والتحلطم!!
د.سلوى الجسار