محمد بن خواش يكتب: طوفان د.برنارد لويس وجبال السعودية
في عام 1983م صوّت الكونجرس الأمريكي بالموافقة بالإجماع على مشروع الفيلسوف اليهودي الأميركي (د.برنارد لويس)، ذلك المشروع الذي سمي (الشرق الأوسط الجديد) والذي يهدف إلى تفتيت العالم العربي إلى دويلات وأقاليم على أساس عرقي ومذهبي وطائفي.
إبّان الحرب العراقية الإيرانية في عام 1980م قام مستشار الأمن القومي الأمريكي (زيغينو بريجنسكي) بتصريح مفاده (إن المعضلة التي ستعاني منها أمريكا هي كيفية إشعال حرب خليجية ثانية تمكن امريكا من تعديل حدود (سايكس بيكو) حسب مصالحها)، فقام بعد ذلك (د.برنارد لويس) بوضع خطة تقسيم الشرق الأوسط، بوضع مشروعه المشؤوم (الشرق الأوسط الجديد)، الذي رصدت له أمريكا ميزانيات مالية ضخمة واعتمدت استراتيجيات طويلة المدى لإنجاح هذا المشروع.
يقول برنارد لويس في كتابه “الإيمان وقوة الدين والسياسة في الشرق الأوسط” الطريق إلى الديمقراطية في الشرق الأوسط لابد أن تمر عبر التقسيم.
ولعل أول إشارة لهذا المشروع الخبيث كانت عندما نشر شمعون بيريز رئيس إسرائيل كتابه عن (الشرق الأوسط الجديد) خلال التسعينات من القرن الماضي، كما اعترف عرّاب السياسة الأمريكي هنري كيسنجر وقائد القوات الأمريكية ويسلي كلارك بوجود مخطط (الشرق الأوسط الجديد)، كما أعلنت أيضاً إدارة جورج بوش الابن في عام 2004م عن مشروع باسم (الشرق الأوسط الكبير).
ولإتمام مخططها أعطت أمريكا الضوء الأخضر لصدام حسين باحتلال الكويت عام 1990م، مما سمح لها بالدخول بقواتها للخليج العربي لتتغلغل بعد ذلك في عالمنا العربي.
حسب مشروع (د.برنارد لويس) فإن العالم العربي
سيعاد تقسيمه على أساس عرقي وديني ومذهبي على النحو التالي:
- يقسم الخليج العربي إلى ثلاثة دول، الدولة الأولى هي الأحساء وتضم (الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين)، والدولة الثانية هي نجد (قلب الجزيرة العربية)، والدولة الثالثة هي الحجاز.
- يقسم العراق إلى ثلاثة دول، دولة في الجنوب ودولة في الوسط ودولة للأكراد في الشمال
- تقسم سوريا إلى ثلاثة دول، دولة درزية ودولة علوية على الساحل ودولة تضم حلب ودمشق.
- ضم لبنان والأردن وماتبقى من فلسطين للكيان الصهيوني.
- تقسيم مصر لثلاث دول، دولة القاهرة ودولة الأسكندرية ودولة سيناء وشرق الدلتا.
- تقسيم السودان لأربعة دول، دولة جنوب السودان ودولة دارفور ودولة النوبة ودولة شمال السودان.
- تفتيت (اليمن وتونس والمغرب والجزائر وليبيا) لعدة دول.
والمراقب لحال العالم العربي خصوصاً بعد بداية الفوضى الخلاّقة (الربيع العبري) يعلم تماماً بأن المشروع قد شارف على الاكتمال.
رغم المآسي التي مرّ بها عالمنا العربي والدمار والحروب إلاّ أن مايحيي في النفس جذوة الأمل هو صمود المملكة العربية السعودية في وجه هذا المشروع، وتحدي منفذيه، لذلك نرى هذا الهجوم الإعلامي الغربي المكثف على السعودية، ونرى الغرب يحاول عرقلة كل تحركات المملكة الرامية لتدمير مشروعهم والنهوض بنفسها من جديد.
وفي إشارة من ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان على إفشال السعودية لمشروع الشرق الأوسط الجديد، فقد صرح (لبلومبيرغ) قائلاً (على الرغم من أن الولايات المتحدة عملت ضد أجندتنا، إلا أننا كنا قادرين على حماية مصالحنا. وقد كانت النتيجة النهائية هي أننا نجحنا وأن الولايات المتحدة الأمريكية في ظل قيادة أوباما قد فشلت).
مخطئ من يظن بأن الربيع العبري ومن قبله احتلال العراق وتقسيمه قد جاء وليد الأحداث التي أنتجته، إنما هو تحقيق وتنفيذ للمخطط الصهيوني (الشرق الأوسط الجديد).
تأمل كيف ارتطم طوفان مشروع برنارد لويس بجبال السعودية.
محمد بن خواش