كتاب أكاديميا

هاشمية الهاشمي تكتب: أطفــالنــا .. أكبـادنــا

 

إهتم الأدباء قديما بثقافة الطفل وتحسين سلوكه وتعليمه منذ القرن السابع عشر الميلادي ، ولم تكن مؤلفاتهم شاملة لجوانب عدة لأدب الطفل .. إلا أن الكتاب بدأوا بإلقاء الضوء والإهتمام في بداية القرن العشرين من الميلاد .. منهمجان جاك روسووالذي تحدث في كتابهإميلعن تربية الأطفال ،ومعظم الكتاب تحدثوا عن الأدب البسيط المليئبالقصص الغير واقعية .. أما في التعليم فكانتالمفاهيم محدودة جدا ، حيث أن أدب الطفل لم ينل شيئا من الشمولية في قدم الزمان ..

الأديب العربي أحمد شوقي ذكر في كتابه  الشوقيات  أشعارا وقصصا خيالية للطفل كما هي الحال بالنسبة لشركة أفلام الكرتون ( والت ديزني ) العالمية ..

أما اليوم فجميع البلدان تحتفل بيوم الطفل العالمي في العشرين من نوفمبر من كل عام فالكثير من أبناءنا موهوبون ولله الحمد ..

الأطفال يتميزون بطبائع مختلفة .. منهم من يتقبل أي رفيق حبيب أو جار قريب ، ومنهم من لا يصادق إلا من يعرفه ، للأطفال طبائع ومزايا ، كما لكل طفل سلوك خاص به ، وعلينا التعامل معه بتقدير لا بترهيب ، كما أن علينا أن ننمي النواحي الذهنية لأطفالنا عن طريق شرح بعض الوقائع والقصص من خلال مسارح الدمى أو التمثيليات أو سرد القصص الهادفة عليهم ، ومراعاة أفكار الطفل وتوجهاته وإهتمامه

الصفة التي يجب أن يتحلى بها الطفل منذ الصغر ،هي إلقاء السلام .. فهي من تعاليم ديننا ، وعلينا التركيز على رد السلام والتحية والمصافحة ، كما يجب تعليمه بأن خالقنا هو ( الله) جل وعلا ، وأن الله خالق الكون كله ويجب طاعته وعبادته ، وتعليمه الصلاة منذ الصغر ، حتى ينشأ الطفل في بيئة إجتماعية إسلامية تعلم فيها وتزود روحانيا على طاعة الله والوالدين ومحبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .

أما القصص الخيالية والغير واقعية والتي كانوا أجدادنا يسردونها علينا ، فمن الأفضل ألا يحكى لهم ، بعضها مخيفة تفتح لهم طرقا ومتاهات وأنفاق مظلمة ، يقعون مستسلمين ضحية للأوهام والخرافات ، كما هي الحال في بعض قنوات الأطفال والتي تبث مسلسلات الخوف والرعب والهلاك لفلذات أكبادنا .. فيجلس الطفل أمام التلفاز شارد الذهن والتفكير ، خائفا وأمامه وحش بحجم الجدار يتسلق البيوت كيفما يشاء ، فتتركز تلك المشاهد في ذهنه ، فتتعثر أفكاره وتتبعثر طموحه .. فنراه يكثر من التساؤل إذا كان بإمكان هذا الوحش أن يدخل البيت عندنا أم لا .. فتلك المشاهد أمراض نفسية لا ترفيهية ، إنما هي مخاوف مرعبة ليس إلا ..

ويجب إختيار المسرحيات والبرامج والقصص الهادفة.. لا المرعبة ، لكي يتزود منها فكريا وعقليا ، ولأننا نطمح لإيصاله لمراكز علمية عليا بعيدا كل البعد عن الرعب والمخاوف ، لذا يجب مراقبة القنوات والبرامج التي تبث للأطفال ..

فبعض الأطفال يملكون قدرات كبيرة في الإبداع والتمثيل ويجب الاهتمام بمواهبهم الفياضة ،وطاقاتهم الإبداعية المتميزة .

نسعى كثيرا لتعليم أبناؤنا على القراءة والإطلاعبإستمرار والتركيز على أوقات الفراغ بتنمية عقولهم وشراء الكتب المفيدة والقصص المثرية والهادفة وشراء الأجهزة التي تنعش الذهن والذكاء ، أما حل الألغاز فهي بمثابة البناء الفكري والإنعاش الذهني للطفل .. قد يتميز بالذكاء ، فيغدو فخورا بثقافته وعطائه المتميز .

أما الحالات الخاصة فقد نالوا إهتماما كبيرا ورعاية متميزة كونها مرضية ، كإعداد كتبا تعليمية خاصة بهم وأجهزة تعين حالتهم المرضية كالصم والبكم وفاقدي البصر وحالات الداون من ذوي الإحتياجاتالخاصة ، فالعلم نور لأبناءنا جميعهم .

أما الحروب التي تحدث هنا وهناك فهي دمار وقتل للطفولة وحرمان لأحلامهم البريئة فبدلا من تحقيق طموحهم .. نراهم مرضى بوباء لا يرحم كبيرا ولا صغيرا ، حيث تحتضر عندها الأحلام والأمنيات ..

أبناؤنا .. أكبادنا ، هم هدية الرحمن جل وعلا ، فعلينا الاهتمام بهم والدعاء لهم ..

لأن التعليم في الصغر ، كالنقش في الحجر .

 

 

 

بقلم  :  هاشمية الهاشمي

Twitter  :  @H_ALHASHEMMI

Email  :  [email protected]

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock