أسماء السكاف تكتب: أنتَ تتطوع وأنا أكسب
وصلتني عبر الهاتف رسالة طريفة رغم واقعيتها تقول: السديري صار اسمه فيست، الشاي بالحليب صار اسمه كرك، الهايتة صار اسمها فاشنستا (الهايتة مصطلح كويتي يطلق على المتسكعة)، رسالة معبرة جداً لمصطلحات ومفاهيم تغيرت أو بالأحرى تجملت ولبست ثوبا آخر أكثر جذبا ولفتاً للأنظار تقبلنا ذلك على مضض ربما مرغمين وربما برغبة داخلية منا بمواكبة ما حولنا لنشعر بالتطور أو لإثبات قابليتنا للتطور والتأقلم مع ما حولنا لمن حولنا، بعض التغير لا يضر بل يكون مفيداً أيضاً، يكون مفيداً وجيداً بحال كان تغيراً بإرتقاء أما التغير بإنحدار فهو مشين لصاحبه، لم أظن يوماً أن مفهوم التطوع أيضاً قد يطاله هذا التغير الذي قدم كالموج الهادر يغير كل ما يمسه، التطوع هو خدمة وجهد يقوم به المتطوع لمساعدة الآخرين دون مقابل أو مردود ينتظره، هو أمر سام ٍ وراق ٍجداً ، أمر له علاقة بالروح قبل الجسد، شيء يتعلق بعمل وممارسة ما تحب لقناعة بأن العطاء سعادة أكثر من الأخذ فلذة العطاء تدوم فيذهب ويتلاشى التعب الجسدي وتدوم اللذة الروحية ويدوم معها الأجر والمقابل من الله، وكأن الأمر أشبه بإستبدال المقابل الدنيوي أياً كان شكله بمقابل آخر في حياة أخرى فيخزن المقابل ببنك الحسنات الرباني، قد يصبح التطوع شغفاً وهدفاً لدى البعض بعد تذوق لذته وحلاوة طعمه فيمضون أوقات فراغهم وإجازاتهم الخاصة بسفرات تطوعية لمساعدة أناس في بلاد أخرى على اختلاف أنواع المساعدة أو حتى بتقديم خدمات مجتمعية في نفس بلدهم تخدم مجتمعهم ومن حولهم، حولنا الكثير والعديد من الأسماء اللامعة في المجال التطوعي وأيضاً حولنا الكثير والعديد من الشباب المتحمس للتطوع فيما يحب وفيما يبرع بتقديمه وعمله وهنا جاءت الفكرة اللامعة والمضيئة، جاءت للبعض ممن يمتلكون مؤسسات وشركات خاصة ويسعون للربح بأي طريقة مشروعة قانوناً ولا يهم إن كانت مشروعة خُلُقاً أم لا فتم فتح الأبواب على مصاريعها للشباب المتحمس المحب للعطاء ولمن لديه قيم وأهداف سامية وتم اختيار الأفضل والأكثر حماساً وتوقداً والإتفاق معهم ليبدعوا في مجالاتهم تطوعاً ولا ضير بذلك حتماً بالمقابل رب العمل يكسب!! إذاً هو توظيف بالمجان والرابح الوحيد هو رب العمل أو صاحب الفكرة وقد لا يكون صاحبها، من محاضرات لأندية لسفرات لزيارات… كافة أشكال الأعمال والأنشطة المجتمعية فيكسب هو أو هي من الجهات ومن البرامج المنشئة ومن الجمهور الراغب بالإنضمام لهذه البرامج، ففريق العمل بالكامل يعمل تطوعاً ويكسب أحدهم!!
أدعم وأشجع التطوع شكلاً ومضموناً ولكن لا تكن غراً لا تتطوع ليلمع اسم غيرك، لا تتطوع ليكسب غيرك، لا تتطوع لتؤخذ أفكارك وجهدك وطاقتك وتوضع في غير محلها فإما أن يكون جميع من معك متطوعون وإما فلا، ولن تجد أفضل وأضمن من الجهات الحكومية الخيرية وما أكثرها في الكويت ما شاء الله، خير مكان للتطوع بمعناه الحقيقي وهدفه السامي، مكان رائع لتفريغ الطاقات الشبابية وكسب الأجر من الله تعالى.
بقلم :
أسماء السكاف