هاشمية الهاشمي تكتب: مسيرة فقيه ورحلة عالم
ما أروع أن يهدى إليك إنساناً موقراً فذ الخلق ، طيب السريرة كتاباً رائعاً تتزود منه علماً ومعرفةً وثقافة، الكتاب ثري بجميع محتوياته ، فهو كنز مكتبتي الثقافية والتي أعتز بها وأقلب في صفحاتها بين حين وآخر ..
كتاب ” مسيرة فقيه ورحلة عالم ” يحكي مؤلف الكتاب الشيخ ” حمود بن حمد بن جويد الغيلاني ” عن مسيرة الشيخ سعيد بن مبارك بن محمد بن جويد الغيلاني ” ابن مدينة صور العمانية مدينة الشعر والبحر والتجارة والعلم فقد استهل الكتاب بأشعار من أبناء صور الكرام، وكلمة شكر للكاتب المؤرخ من مفتي عام السلطنة الشيخ “أحمد بن حمد الخليلي” شاكراً إياهم على ذكر مناقب وحياة الفقيه “سعيد بن مبارك الصوري” العلمية والدينية .
عرفت مدينة صور في القرن العشرين نشاطاً علمياً وثقافياً تميزت به عن قريناتها من المدن العمانية وقد شارك في التعليم أبناء صور من الرجال والنساء وبعض ربابنة السفن كمعلمين الذين وثقوا علومهم البحرية في مؤلفات ثرية سميت بالرحمانيات، أما التعليم العام آنذاك فقد كان مقتصراً على القرآن الكريم واللغة العربية والإسلامية والعمليات الحسابية .
كان الشيخ سعيد يتحلى بأخلاق عظيمة وصفات رحيمة وكان يرافق والده في تجارته الى عدة دول عبر البحار ولكنه كان شغوفاً بالعلم في الوقت الذي لم يعير الناس اهتماماً للعلم أو التعليم في أربعينيات القرن الماضي، فقد سافر الشيخ سعيد الى مكة المكرمة ودرس الفقه الإسلامي في المدرسة الصولتية من 1948 الى 1951م ومن ثم عاد الى عمان ليعمل بالتدريس ونشر العلم والقضاء على الأمية في مدرسة دار الفلاح (الغزالي) ولكن تلك المدرسة أغلقت وافتتح ” المدرسة الدينية الصورية ” على نفقته وألف كتاب ” قول الخلف والأسلاف في منع بيع الأوقاف ” على نحو الأسئلة والأجوبة ليكون ميسراً لطلبته وأكثر وضوحاً، كما أعد مكتبة زاخرة بالكتب القيمة وله عدة مؤلفات في التوحيد والتجويد والفقه ودروس الفرائض .
استمرت الدراسة في مدرسته لمدة ثلاث سنوات فقط وقد واجه بعض الصعوبات ومن ثم أغلقت المدرسة كسابقتها، مما اضطر الشيخ سعيد للهجرة الى المدينة المنورة، وبقى فيها الى أن توفاه الله ودفن في البقيع رحمه الله وغفر له، فهوصاحب زاوية سعيد الصوري في الحرم النبوي الشريف .
بقلم : هاشمية الهاشمي
Twitter : @H_ALHASHEMMI
Email : [email protected]