أ. شافي الحجيلان يكتب :اللحن في اللغة
اللحن في اللغة
اللحن هو الخطأ، أو الميل عن الصواب، أو كما قال العلامة ابن فارس : انه إخراج الكلام عن جهته الصحيحة في اللغة العربية، اللحن لم يكن معروفا أيام الجاهلية ، ولم يكن شائعا في تلك الفترة
بدأ ظهور اللحن الحقيقي في عصر النبوة لما دخل الناس في دين الله وامتزجت الأمم الأخرى مع العرب تحت لواء الإسلام ومن الروايات أنه سمع الرسول صلى الله عليه وسلم رجلا قرأ فلحن فقال صلى الله عليه وسلم” أرشدوا اخاكم ” ، وقداهتم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه في اللغة العربية عندما مر بقوم يرمون بالسهام فوجدهم لا يحسنون الرمي فعنفهم على ذلك فردوا : إنا قوم متعلمين والمفروض أن يقولوا : إنا قوم متعلمون فقال عمر: والله لخطؤكم في لسانكم أشد من خطئكم في رميكم ، ومن اهتمام الفاروق باللغة العربية انه كان له عمال في الأمصار أي ولاة فكتب كاتب أبي موسى الاشعري خطابا إلى عمر بن الخطاب جاء فيه: من أبو موسى الاشعري إلى عمر فماذا كان من عمر ؟ ردعمر بن الخطاب على واليه أبي موسى الاشعري وقال له : إجلد كاتبك سوطا واخر عطاءه عاما .
ومن خطورة اللحن في اللغة هو تغيير الجملة العربية والأخطر من ذلك دخول اللحن في القرآن الكريم كتبديل اركان الجملة ليتغير الفاعل و المفعول به ويكون اللحن هنا في الحركات الضمة والفتحة ويتبدل المعنى كاملا ليصبح المفعول به فاعلا والفاعل مفعولا به ومنها قراءة الآية الكريمة ” إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ ” فقد وضحت الحركات المعنى حيث أن المفعول به مقدم على الفاعل ، وقد روي أن اعرابيا سمع قارئا يقرأ ” ((أنَّ الله بريء من المشركين ورسولِه)) بجر رسوله فتوهم عطفها فقال : أوقد بَرِئ الله من رسوله؟ إن يكن الله برئ من رسوله فأنا أبرأ منه فبلغ ذلك عمر فأمر أن لا يقرأ القرآن إلا من يحسن العربية .
أ. شافي محمد الحجيلان
المعهد العالي للخدمات الإدارية