كتاب أكاديميا

د. موضي عبدالعزيز الحمود تكتب: من يحاسب مَن؟!

ما زال صدى الارتدادات المجتمعية حول ملف الشهادات المزورة والوهمية يتوالى، كما تابعت الصحافة، التي حملت مشكورة راية التصدي له، حملاتها، وعجت الساحات الإلكترونية بردود الفعل وتفاعلت معه قوى المجتمع وجمعيات النفع العام بمختلف توجهاتها، وهذا أمر يبشر بخير.كان وما زال رد الفعل مدوياً وعاصفاً ولعله أشبه بالانفجار لنفوس أهل الكويت المشحونة أصلاً بالغضب والإحباط من تفاقم أشكال الفساد وألوانه في كل موقع حتى وصل التعليم.منذ زمن وأهل الكويت يتابعون ملفات الفساد العديدة، حيث يثار ملف ثم تهدأ العاصفة حوله لتثار حول ملف آخر، ولا يرون تصدياً حقيقياً لأي منها.. فما أثير حول الحيازات الزراعية والجواخير أمر مقلق ولكنه هدأ أو أريد له أن يهدأ… وملف الجنسية وما طاله من تزوير ملف عاصف آخر، وملفات العلاج في الخارج و«الكوتا» المخصصة لكل نائب أثيرت في جميع مواقع التواصل الاجتماعي التي أحصت بالآلاف من المرضى أو المتمارضين المبعوثين بواسطة أحد النواب.أما الهبات والعطايا فحدث ولا حرج، ومثلها تعطيل أو التساهل في تطبيق القوانين لمصلحة البعض… أما مبدأ الحرام والحلال فهو مع الأسف معطل عند البعض عندما تكون مصلحتهم معنية… لذلك فقدنا الأمل في مَن يحاسب ممَن! فمن تضخمت أرصدته المالية وزادت أراضيه وجنّس أقرباءه وأصحابه ووظف ناخبيه فهل يجرؤ على المحاسبة؟نحمد الله أن ملف التعليم ومستقبل الأجيال لقي هذا الصدى المجتمعي الكبير، وحسناً فعلت الحكومة والمجتمع ككل بدعم الوزير في جهوده لإصلاحه… كما استبشرنا خيراً بتصريحه عن نيته الإعلان عن الأسماء المدانة حتى يكونوا للآخرين عبرة.وكشاهدة على هذا الملف ما زلتُ أذكر ذلك الهجوم الذي تعرضت لها شخصياً من بعض نواب مجلس الأمة عند وقف اعتماد الشهادات الصادرة من الفلبين والهند والجامعات في بعض الدول العربية التي امتهنت التجارة بالعلم… وزادت المحاربة عندما أوقفنا شهادات الثانوية العامة الصادرة من بعض المدارس الخاصة في بعض الدول عند انتقال الطالب إليها في السنة الرابعة فقط للحصول على الشهادة الثانوية.ملف شائك أعان الله وزير التربية وفريقه على الإصلاح في متطلباته… ولعلنا نرى ملفات الفساد الأخرى تحت مجهر الإصلاح قريباً… ونأمل ألا تكون هذه زوبعة فقط لصرف النظر عن مواقع فساد أخرى… فللمجتمع ذاكرة تسامح ولكنها قطعاً لا تنسى ولا تتهاون…أعان الله الجميع للعمل لمصلحة هذا الوطن وحماه وحمانا الله جميعاً من شر الفساد، والله الموفق.د. موضي عبدالعزيز الحمود


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock