أ.فارس العجمي يكتب: أخلاقيات المدرب في القاعة
مهنة التعليم رسالة شريفة فشرف المهنة شرف لصاحبها تستمد أخلاقياتها من عقيدة وقيم ومبادئ المجتمع السامية.
توجب على القائمين بها أداء حق الإنتماء إليها:
– الإخلاص والتجرُّد في العمل.
– الصدق مع الذات.
– استمرارية العطاء لنشر العلم.
واجبات المعلم تجاه المتدربين
أولاً: الحِرْصُ على مَصْلَحة المتدرب :
إنَّ نجاح المدرب وتميُّزَه يُقاس بقدر الفائدة والنَّفع الذي يُحقِّقه في طلابه، فلذلك ينبغي على المدرب أن يكون حَرِيصاً على نفع المتدربين وإفادتهم في مجال تَخَصُّصه، فلا يبخل عليهم بمعلومة تنفعهم، ولا يتوانى ببذل جَهد يُحَسِّنُ من مُخْرَجات التَّعلِيم والتَّعلُم لديهم.
ثانياً : التَّنويعُ في أساليب التدريب :
إنَّ إلتزام المدرب بطريقة واحدة في التَّدريس يؤدي إلى ملل وسآمة المتدربين؛ لأنَّ النفوس تُحب التنويع والتلوين، فلذلك ينبغي على المدرب أن ينوِّع ويلوِّن في أساليب التدريب، فيتنقل في أسلوبه من التقرير والإلقاء، إلى التفاعل والحوار، ثم إلى القصص والأمثال التي تُثبِّت المَعلومة وتقربُهَا، ثمَّ إلى المُمَارَسة والتَّكرار.
ثالثاً: صحة المعلومات التي تطرح على المتدربين:
المدرب مُؤْتَمن على عقول ومشاعر أبناء المُسْلمين، فلا يَجُوز له أن يُلقي عليهم معلومةً ما إلا بَعدَ أن يتأكَّد من صِحتهَا.
رابعاً :الحِرْصُ على أوقات التدريب والمُحَاضرات:
الوقتُ المُحدَّد للتدريب أو المُحاضرة هو من حقِّ المتدربين، فلا ينبغي للمدرب أن يَتَساهَل بهذا الحَقِّ فيُضِيعه على المتدربين، كأن يأتي مُتأخِّراً، أو يتغيَّب عن الدَّرس بغير سبب، أو غير ذلك.
خامساً : تقديرُ آراءَ المتدربين وعدمُ استهْجَانِ أقوالِهِم:
ليس بالضرورة أن يكون رأيُ المتدربين صواباً في كلِّ الأحيان، بل يكفي أن يعبِّرَ المتدرب عن رَأيه ويُخْرجَ مكنوناتِ نفسِه، وهنا يَبرُز دورُ المدرب في أن يتلقى هذه الآراء بالتقدير دون استهجان وتأفف، فإن كان الرَّأيُ صواباً وحقَّاً أقرَّه و أثنى على صاحبه مُشجعاً ومُعزِّزَاً، وإن كان خَطأً صحَّحَهُ وصوَّبَهُ، ولم يستهجن ولم يعنف قائلَه، بل يستعمل أسلوبَ الحكيم في بيان خطأِ هذا الرَّأي بصورة غير مباشرة، وذلك بأن يَطرح الصَّوَاب دون تعليقٍ على الخطأِ، فيتبيَّن للمتدرب خطأُ رأيِه من خلال ما سمِعَه من مدربه.
سادساً : العَدلُ والمُسَاواة بينَ المتدربين:
إنَّ عيون المتدربين مفتوحةٌ على تصرُّفَات مدربهم، تَرْقُب حركاتِهم وكلماتهم ونظراتهم، فلذلك ينبغي على المدرب أن يكون عَدْلاً بين المتدربين ، فلا يظهر ميلَهُ لمتدرب دون متدرب مهما كانت الدَّوافع، بل لا يُفرِّق بينَهم في النَّظَرَات والبَسَمَات، وكذلك الحَوافِزُ الإيجابيَّة أو السلبيَّة، ويعامِلُ الجميعَ على قَدَمِ المُسَاوَاة
وفي الختام
إنّ بعض هذه الشروط التي يمكن اعتبارها جزءاً من مكوّنات أخلاقية مهنة التدريب لا يمكن أن تتوفر من دون وجود اتجاه إيجابي نحو المهنة. وهكذا فقد أكدت التجارب على حب العمل كشرط ضروري لخلق الإستعداد وروح المسؤولية في ممارسة المهام. وقد اعتبرت أنّ حب المهنة هو أهم شرط وليس فقط وجود ضمير مهني مرتكز على اعتبار ممارسة المهام من باب الواجب.
فهم يستحقون من الجميع التقدير والإكرام والإحترام إذا هم أخلصوا في مهنهم.
وفي ذلك يقول الإمام الشافعي – رحمه الله -:
إنّ المعلم والطبيب كلاهما
لا ينصحان إذا هما لم يكرما
فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه
واصبر لجهلك إن جفوت معلما
بقلم:
فارس سالم العجمي
قسم المواد العامة
المعهد المهني