كتاب أكاديميا

أ. هدى الديحاني تكتب: عندك بكالوريوس؟ عندي ماجستير!

‏‫

الزيارة الصفيّة تقليد يعتبر من أقدم أساليب الإشراف والتوجية التربوي والتي أتمنى أنا شخصياً أن يندثر!! ليس بسبب عقد بعض المدراء والموجهين ورؤساء الأقسام النفسية بالإستبداد والظلم وفرد العضلات والإبتزاز أحياناً.

ولا لأن مفهوم الزيارة الصفيّة يرتبط بمفهوم التفتيش وتصيد الأخطاء ! وهذا يتعارض مع مفهوم الإشراف التربوي الذي يجب أن يكون مبني على الثقة والإحترام والمصلحة المشتركة. يجب أن يندثر هذا التقليد لأن العالم الذي يتطور بهذة السرعة المذهلة يجب أن يواكبه تطور في اساليب وآليات الإشراف التربوي ، آليات أكثر موضوعية بمحورين مهمين هما العدالة والشفافية! فيحكم الزائر بالعدل على المزور وليس بالرضى، وإنما بحيادية بعيداًعن عواطفه الشخصية.

‏يجب أن يندثر هذا التقليد لأنه لايؤدي لنتيجة إيجابية كما هو مطلوب، وليس تعسفاً مني إن قلت أن نتائجه على أغلبها سلبية. ونظرة خاطفة على شكاوى المعلمين ضد الزيارة الصفيّة يعطي مؤشرات يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار ياوزارة التربية.

‏يجب أن يندثر هذا التقليد لأن أساس المسلم حسن الظن ومنح الثقة للمعلم أفضل من المراقبة بهذة الطريقة المزعجة وأفضل مشرف حقيقي للإنسان هو ضميره ياعزيزي. يجب أن يندثر والإ فمادور مراكز التدريب والتطوير التابعة للوزارات والمؤسسات الحكومية؟ ولماذ لايوجد بكل مدرسة مركز تدريب يرتقي بالمعلم ؟

‏تحقيق حد معين من ساعات التدريب للمعلم خلال العام الدراسي أفضل بكثير من زيارة ستنتهي بتبادل التهم بدل أن تنتهي بتبادل الخبرات. ثم لماذا إعتماد عنصر المفاجأة في الزيارة ! من قال ان الأعمال لاتحتمل الخطأ؟؟ أتعجب من هذا المنطق الغريب صراحة!!

‏الاجتهاد لتجنب الأخطاء هو الصواب ياوزارتنا الجليلة! والمفترض أن هناك خطط علاجية وطرق بديلة للسلبيات في حال حدوثها. ولمن كانت حجته أن المعلم يجب أن يكون على حالة واحدة من الإستعداد والعطاء هنا نحتاج تعزيز الإنتماء وكسب الولاء وتحقيق الأمان الوظيفي ، فذلك يلبي حاجات العمل ويحقق أهدافه وليس زيارة صفية (منفّره) بهذه الطريقة ياحظي.

‏أضف إلى ذلك أن بعض الزائرين أقل كفاءة وجدارة وشخصية حتى !! من المزورين ،، ولنا تجارب مع رؤساء .. أصحابها من المعلمين موجودين. مديرة مدرسة تزور ( معلمة دكتورة ) بالصف حتى تقول لها: إذا إنت عندج شهادة دكتوراة فأنا عندي شهادة مدرب معتمد! أنت جايه تخطبين حضرة المديرة وإلا تقيمين بارك الله فيج !! 

‏كما أن المقارنة هنا غير دقيقة بل خاطئة، هذه معلمة إرتقت بنفسها أكاديمياً بمجهودها ومن وقتها، وأنت كمديرة مدرسة تزورين لتقييم مهارات وأنشطة صفيّة وتؤدين عملك وفق خطط معدّه مسبقة إلا إذا كان الهدف من الزيارات هو (رأس) المعلم وليس (آداءه) !! نطالبكم هنا بتوضيح.

شكراً جزيلاً لمتابعتكم 

ألتقيكم بوقتٍ لاحق بإذن الله 

الأستاذة : هدى الديحاني 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock