أ. مها الرخيص تكتب : الشخصيات القياديّة
تعتبر الشخصيّة القياديّة من أهمّ الشخصيات، وأكثرها بروزاً، وتأثيراً في أي بيئة من البيئات، أو مجتمع من المجتمعات، فهذه الشخصيّة قادرةٌ على إحداث التغييرات المطلوبة، ووضع يدها على مواضع الخلل، ومعالجته، ومن هنا فإنّ هذه الشخصية لا بُدَّ وأن تتمتّع بالعديد من الصفات الإيجابيّة الهامة، وأن تجد لها قبولاً واسعاً لدى من تتعامل معهم بشكلٍ مباشرٍ.
إذا ما نظرنا نظرة متأملة في الشخصيات القياديّة التي نتفاعل معها باستمرار، لوجدنا أنّها لا تحظى جميعها بنفس القدر من القبول، والمحبّة، والقدرة على التأثير؛ فهناك شخصياتٌ قادرة على إحداث تغييرات جذريّة في بضع ثوانٍ، في حين أنّ هناك شخصيات أخرى يشعر جميع من يحتكّ بها بأنّها فُرضت فرضاً، وأنّها لا تمتلك القدرات المطلوبة التي تؤهلها لممارسة مهامها الموكلة إليها. وفيما يلي نستعرض أبرز الصفات، والقدرات الواجب توفرها في الشخصية القياديّة حتى تستوفي غاياتها، وتكون محبوبة من قبل الآخرين.
صفات الشخصيّة القياديّة المحبوبة
الابتعاد عن التعالي، والتكبر، فمثل هذه الصفات تنفر الناس، وتبعدهم عن القائد، وتقلّل من قدرته على التأثير فيهم، ممّا قد يُضطره إلى اللجوء إلى العنف والتهديد، الأمر الذي سيعمل في نهاية المطاف على حدوث الاحتقانات، والانفجارات التي قد لا تُحمد عواقبها.
تَعلُّم مهارات الاتصال، والتواصل مع الآخرين، وخاصة فنيّ: الاستماع، والتحدث. كما يجب على القائد أن يستشير من يقودهم، وأن لا يستبدّ برأيه، وأن يبقي قنوات الاتصال والتواصل مفتوحةً بينه وبينهم؛ فهذا أدعى لزيادة محبته في قلوب الآخرين.
أن يكون القائد قدوةً حسنةً، وأول شخص يُطبِّق كلَّ ما يصدر عنه من تعليمات، وأوامر، ونواهي، فلا يُعقَل أن يمنع القائد التدخين –على سبيل المثال-، وأن يكون هو أوّل من يدخِّن في الأماكن العامّة، وأمام زملائه.
الابتعاد عن اتباع الأساليب غير اللائقة عند التعامل مع الآخرين، وخاصّة الامتناع عن مكافأة المجتهدين، وهضم حقوقهم، وعدم الاعتراف بإنجازاتهم، فمثل هذه الأساليب قد تُولِّد الإحباط الذي يُفشِل أيَّ عملٍ مهما توفّرت فيه مقومات النجاح.
الابتعاد عن النقد الذي يهدم ولا يصلح، واستبداله بالنقد البنّاء الإيجابيّ، فهذا يعمل على رفع مستوى المرؤوسين، وإخراج قدراتهم الدفينة، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم. وفي هذا الصدد، فإنّ على القائد تخيُّر الطرق المناسبة لتنبيه المرؤوسين على أخطائهم، وعثراتهم، وعدم اللجوء إلى الوسائل الفاضحة، أو المهينة، حيث تدمر مثل هذه الوسائل شخصية الإنسان، وزيادة الاحتقانات لديه، الأمر الذي يعود على الجميع بالخسارة.
امتلاك القدرات الإداريّة التي تُمَكِّنُ القائد من تجاوز المشكلات المختلفة التي تعترض طريقه، فهذا يرفع من قدره في عيون الآخرين، ويجعله محلَّ ثقتهم، وموضع آمالهم.
إعداد/ الاستاذة مها الرخيص
قسم الادارة المكتبية
المعهد العالي للخدمات الإدارية