كتاب أكاديميا

أ. د. بهيجة بهبهاني تكتب: لماذا لا تربية ولا تعليم..؟!

كشف التقرير السنوي لإدارة الخدمات الاجتماعية والنفسية في وزارة التربية 2017 أن إجمالي عدد حالات التدخين التي تم التعامل معها من خلال سجل الخدمة الاجتماعية بلغ 1511 حالة، منها 1455 للبنين، و56 بنات، مشيراً إلى أن الباحثين الاجتماعيين والنفسيين تعاملوا مع 10 حالات لطلاب تناولوا المسكرات والمخدرات، وفتحت لهم ملفات متابعة، لافتاً إلى «أن أكثر المراحل التعليمية عدداً من حيث تناول المسكرات والمخدرات كانت المرحلة الثانوية بمنطقة حولي التعليمية، ثم المرحلة المتوسطة في نفس المنطقة، كما أن عدد حالات الفتيات كانت أكثر عدداً من البنين على مستوى جميع المناطق التعليمية»!

وباعتقادنا، هذا عدد بسيط بالنسبة للواقع المر، الذي يصعب الكشف عنه! فأين دور الإدارة المدرسية والمعلم والاختصاصي الاجتماعي؟ وأين دور الهيئة العامة للشباب والرياضة؟ وأين دور وزارة الأوقاف؟ أليس هؤلاء هم جيل الكويت القادم؟

وأشارت توصيات المكتب الثقافي الكويتي في واشنطن 2017 إلى أن «معظم الجامعات الأميركية المصنفة من 1 – 194 تتطلب الحصول على معدل 79 – 100 في اختبار التوفل أو معدل 6.5 – 7 في اختبار الآيلتز». وأشارت التوصيات إلى: «أن التكلفة المادية الباهظة يتحملها ولي أمر الطالب في حالة تعثره الدراسي وطرده من البعثة، مما ترتب عليه تكبد خزانة وزارة التعليم العالي ما يقارب 61 مليون دولار في السنوات الست الماضية». ولخصت الإحصائية ما آلت إليه الأمور بالنسبة إلى طلبة اللغة الإنكليزية الذين أنهيت بعثتهم الدراسية خلال الفترة من 2010 – 2016: «إن %45 منهم انسحب من البعثة، فيما قام %35 منهم بتجميد بعثته، فيما تم فصل %20 منهم». وأشارت إلى: «أن إجمالي التكلفة التقديرية لطلبة البعثة لبرنامج اللغة الإنكليزية «ESL» خلال السنة الدراسية تقدر بـ54.485.390 دولاراً»..

وهنا يحق لنا التساؤل: أين البنك الدولي طوال السنوات الماضية من الانتباه لهذه الأمور الدالة على فشل العملية التعليمية في إيصال المفاهيم والحقائق العلمية للطلبة وترغبيهم بتعلم اللغة الإنكليزية وهي لغة التواصل مع الثقافات العالمية؟ وماذا يدرس الطلبة طوال 12 عاماً من اللغة الإنكليزية حتى تكون حصيلتهم النهائية فشلاً في اختباراتها العالمية؟ وأين دور الأبحاث العلمية التي تستنفد مبالغ طائلة من المال العام في متابعة وإصلاح هذا الأمر التعليمي السلبي؟

يا حكومة، اهتمي بالتربية والتعليم، فهما يشكّلان معاً الطريق الوحيد لتحقيق رؤية الكويت 2035.

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock