كتاب أكاديميا

المنهج الوطني الجديد “الكفايات”… وطريقة الفصل المقلوب | كتب: د. بدر الفليج


 

يعاني العديد من المعلمين هذه الأيام من كم الأعمال الملقاة على عاتقهم نتيجة لكثرة القرارات والتوجيهات الصادرة من المسؤولين في وزارة التربية والموجهين ومدراء المدارس ورؤساء الأقسام (التدريس، المراقبة والإشراف، المشاركة بالفعاليات…الخ ). أضف الى هذه المسؤوليات، تطبيق المنهج الوطني الجديد “التعليم المعتمد على الكفايات” بدون توافر معرفة حقيقية بمضمون أو جدوى مثل هذا المنهج، أو الخضوع لتدريب عملي يساعدهم على تطبيقه. مما خلق رد فعل عكسي رافض لتبني هذا المنهج من قبل العديد من المعلمين بنسبة تقارب 90% حسب أستطلاع أجري مؤخرا على تويتر.

وبالنظر بموضوعية وحيادية، نجد أن المعلم غير ملام لرفض هذا المنهج “الكفايات” خاصة مع قلة فرص التدريب المتوافرة أثناء الخدمة، ومحدودية وقت الحصة مع كثرة عدد الطلاب، وتضارب التعليمات الصادرة من التوجيه العام لكل مادة عن كيفية الأداء، وطرق توزيع الدرجات في التقييم البنائي الغير مستقر حتى الآن. علما بأني في مقالة سابقة (التقييم البنائي في منهج الكفايات – المشكلة والحل) قدمت رؤيتي لحل هذه المعضلة والمتمثلة في إلغاء الدرجات في التقييم البنائي والإكتفاء بوضع الدرجات على التقييم النهائي (100% اختبارات نهاية الفصل الدراسي) مما قد يخفف الرفض لهذا المنهج.

بناء على ما سبق، وبنظرة متفائلة لتقديم حل بدلا عن الشكوى، أقترح على المعلمين تطبيق طريقة الفصل المقلوب (أنظر كتابي طريقة الفصل المقلوب – تطبيقات عملية). هذه الطريقة بإيجاز تعتمد على قيام المعلم بتصوير فيديو تعليمي قصير او اختيار فيديو جاهز (من اليوتيوب مثلا) عن درس من الدروس والطلب من الطلاب مشاهدته في المنزل مسبقا مع تسجيل ملاحظاتهم وأسئلتهم، ثم مناقشة ما شاهدوه مع زملائهم داخل الفصل. بهذه الطريقة يتم تخصيص كامل وقت الحصة للمناقشة والأنشطة والتفاعل ولحل المشكلات وبناء المشاريع مما يتيح للمعلم الوقت الكافي لتطبيق الكفايات الخاصة بكل درس بالوقت المحدد ولأكبر عدد ممكن من الطلاب.

نصيحه عزيزي المعلم، اذا كانت الصورة تغني عن ألف كلمة، فتأكد أن “الفيديو يغني عن ألف صورة”…

 

تقبلوا تحياتي ..

 

د. بدر الفليج

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock