كتاب أكاديميا

“لن أدفع فاتورة الفاسدين “… بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح

 

 

 

على الرغم من أن ظاهرة الفساد ظاهرة تاريخية وعالمية إلا أنه حتى الآن لم ينجح إلا القليل جداً من المجتمعات البشرية فى القضاء عليه لكى تتحول إلى مجتمعات إنسانية بمعنى الكلمة ، الفساد بكل صوره هو أكبر لعنة تصيب أى مجتمع بكل الأمراض النفسية والبدنية هو مجسم أو أيقونة الشر العظمى لبشاعة النفس البشرية وما يمكن أن ينتج من هذه البشاعة من دمار شامل لكل شئ وتوابع زلزال الفساد يستمر لعقود ولأجيال لأن الفساد حينما يتحول من سلوك فردى إلى ثقافة إجتماعية يصعب جداً حصره لأنه ينتشر كالنار فى الهشيم ليحرق كل ما يواجهه من أى محاولات إصلاحية لتقويضه .

وللفساد أنواع عدة نذكر منها مثلاً الفساد الدينى وهو الفكر المتطرف القائم على الفهم الأحادى للدين فى العقيدة والعبادات والمعاملات والإقصائى للآخرين وإخراجهم بشكل مباشر أو غير مباشر من الدين والملة تمهيدا لتكفيرهم ثم قتلهم ..

ثانياً الفساد السياسى وهو ضعف البرلمان والأحزاب السياسية المعارضة ومنظمات المجتمع المدنى والإعلام والرقابة الإدارية وبالتالى غياب مراقبة أداء الحكومة وإختلال موازين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية .. الفساد المجتمعى وهو القائم على العشائرية والطائفية والفئوية وإعطاء الأولوية للأقارب على حساب الأكفاء وغياب القانون لإعتبارات قَبَلية …

ثالثاً الفساد الإقتصادى ويتمثل فى وجود القوانين المعرقلة للنمو الإقتصادى وهروب الإستثمار وبالتالى البطالة والفقر .. رابعاً الفساد الثقافى والتعليمى ويتمثل فى غياب المنهج العلمى فى التفكير وإعتماد ثقافة الحفظ والتلقين بدلاً من النقد والتحليل والتجريب وغياب المكتبات وأنشطة القراءة ..

الفساد الأسرى والمتمثل فى كثرة حالات الطلاق وتفضيل الذكور على الإناث وغياب دور الوالدين وخاصة الأب فى التعايش مع الأبناء فى مشاكلهم الخاصة والعامة وبالتالى ينعزل الأبناء ويستقون معلوماتهم وثقافتهم بدون تمهيد أسرى من الخارج وتضعف الروابط ويتفكك المجتمع ويصبح الأبناء فريسة لإستقطابهم من تنظيمات متطرفة تودى بدنياهم وآخرتهم … وهناك الكثير من صور الفساد فى حياتنا ولكن اكتفيت بأبرزها وأكثرها وضوحاً وجميع ما سبق هو بلا شك مدمر لأى مجتمع فتنتشر سرقة المال العام والإرهاب والإعتداء البدنى واللفظى والرشوة والمحسوبية وغياب الشفافية والأنانية والدونية والضمير وضعف الإنتماء للأوطان والفقر والجهل والمرض والتخلف وقمع القوى للضعيف .

وأى مجتمع يصل إلى هذه الحالة فهو مجتمع يعيش ميتاً ولا يقدر حتى أن يصل للحد الأدنى من الدفاع عن نفسه ، هو مجتمع أقرب لمريض نقص المناعة المكتسبة تفترسه الأمراض وينتظر نهايته ، عندما ندق ناقوس الخطر من الفساد العام والخاص فنحن يجب أن نقرع معه طبول الحرب على هذا الفساد ، لن نقف مكتوفى الأيدى أمام أى مخرب للوطن ، لأن الحرب على الفساد حرب وجود إما أن نحيا جميعاً أو نهلك جميعاً وأتمنى من كل مواطن محب لهذا البلد العزيز على قلوبنا أن لا يسكت عن أى فاسد ولنفضحه حتى يكون عبرة ومثل .

ويجب أن نشعر بالغيرة من الدول التى نجحت بعزيمتها حكومةً وشعباً فى القضاء على الفساد إن كنا بحق مجتمع مؤمن بالله ولا يخشى إلا الله ولا يتوكل إلا عليه سبحانه وتعالى ، وأخيراً نسأل الله عز وجل أن يحفظ بلدنا العزيز وأن يحفظ حضرة صاحب السمو أمير البلاد وولى عهده الأمين وأن يعينهم على أعباء الداخل والخارج وأن يلهمهم الصبر والتوفيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock