كتاب أكاديميا

إصلاح التعليم ضرورة لنهضة الكويت بقلم | أ. ماجد بورمية

  

بقلم: المحامي ماجد أبورمية
يقول الشاعر أحمد شوقي:

العلم يرفع بيتا لا عماد له
والجهل يهدم بيت العز والشرف
الكل يدرك أن الدول الأوروبية لم تصل لذروة تقدمها في كل المجالات إلا من خلال التعليم، وهكذا الحال باليابان وسنغافورة والصين وماليزيا، فالتعليم في هذه البلدان كان سلم المجد، وعندما ننظر للواقع التعليمي في الكويت نجد اننا أصبحنا الآن نترحم على فترات الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وقتما كان التعليم في الكويت منارة للدول المجاورة حتى وصلت دولتنا بالتعليم إلى الريادة سابقا في المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية والرياضية…الخ. وعندما تقهقر التعليم في بلادنا تقهقر معه كل شيء. وهنا من حقنا أن نسأل: هل هناك من يريد تعليما بلا تعليم، بمعنى ان ننفق المليارات على التعليم بنحو 8% من ميزانية الدولة وفي نفس الوقت نجد العملية التعليمية في بلادنا بهذا التدني حتى وصل الأمر إلى أن هناك فئة من خريجي الثانوية يقعون في الأخطاء الإملائية ويحدث هذا أيضا لبعض طلبة الجامعة؟!
كل هذا نتيجة هشاشة التعليم الناتجة عن تسييسه وغياب الرؤى وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وبسبب استقطاب اضعف المعلمين وبسبب مناهج التعليم الخاوية من التطوير.. كل مشاكل التعليم تلك وغيرها مما لا يتسع المقال لذكرها جعلت الكثير من المواطنين يرفضون التعليم الحكومي لابنائهم واتجهوا لتعليمهم في المدارس الدولية ذات التكلفة العالية جدا مما يزيد في أعبائهم المالية.
ومن حقنا ان نسأل: هل تجهيل التعليم يتم بمخططات ممنهجة مقصودة ليكون لدينا آلاف يتخرجون في الجامعات سنويا ويحصلون على شهادات فقط؟ فهل اصبحنا نهتم بالكم قبل الكيف، ألا يدرك المسؤولون أن من يدفع فاتورة فشل التعليم في الكويت الأجيال الحالية والقادمة؟!
وأخيرا، نقول إن إصلاح التعليم لن يتم إلا من خلال مثلثه المتمثل في «التلميذ، المنهج، المعلم» وفي طريق الإصلاح التعليمي يجب النأي به عن المماحكات والصراعات السياسية مع ضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب لان وجود وزراء يحملون شهادات بعيدة كل البعد عن الواقع التربوي بالطبع يؤثر سلبا على الوضع التربوي ككل.
كما يجب رفع راتب المدرس الوطني بحيث لا يقل عن ارفع المهن الأخرى، واختيار المدرسين الوافدين على معيار الكفاءة وليس على معيار الراتب الضئيل من أجل تقليل الإنفاق، خاصة أن المدرس ذا الكفاءة لن يغادر موطنه من أجل بضعة دنانير ولهذا يتصدر المشهد الكثير من المعلمين من العرب ممن لا يتمتعون بالقدرات التدريسية الهائلة. كما يجب ربط التعليم الجامعي بسوق العمل مع أهمية الاستفادة من تجارب الدول التي نهضت من خلال التعليم مثل الصين واليابان وسنغافورة وماليزيا وغيرها.
أما إذا كان تجهيل التعليم متعمدا فستظل الأوضاع تراوح مكانها.

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock