العقول الفلنستونية … وتفجير مسجد القطيف
من المؤلم والجارح أن يغدر بك الأقربون وإن كان الغدر عموماً واحداً فهو بلا جنسية أو دين، ألم يتذكر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام والذي أوصى الجيش المرسل بعدم مس النساء والأطفال والشيوخ ومن لا يحمل سلاحاً ليقاتل، وهم غير مسلمين، فكيف تجرأ لنفس ذبح أبرياء من الدين واللغة والمكان؟ ومن اي مله ودين من يجرأة على ذلك الفعل البشع.
فامتداد يد الغدر والإرهاب والشناعة مرة أخرى لتقتنص وبنفس طائفية قالتة أبرياء كانوا يصلّون صلاة الجمعة آمنين في احد بيوت الله عزوجل ولكنهم كانوا إلى جنان السماء أقرب، اهلنا في مدينة القطيف لم يعلموا أن هناك ارهابيا متطرفاً ينظرون على أنهم ليس بمسلمين ويوحدون رب العباد، نعم هذه حقيقة يجب ألا نتجاهلها إذا أردنا أن ننتشل وطننا العربي مما يحدث فيه فالسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا التفجير؟ ولماذا سبقه من إطلاق النار من القتلة على في الأحساء والذي راح ضحاياه من الشيعة ؟ فأجزم دون اي شك ان الفكر الذي فجر حسينية في الاحساء في العام الماضي هو الفكر الذي فجر مرقد الامامين العسكريين وهو نفس الفكر الذي راح ضحاياة شهداء واطفال في صلاة الجمعة بالامس وهذا فكر لا دين له ولا مذهب والاسلام منه براء الى يوم الدين .
ان الشحن الطائفي البغيض الذي يجعل أصحاب الفكر الضيق يقدمون على عملهم القذر، وهم يتطلعون إلى حوريات الجنة والخرافات البغيضة التي غسلت عقولهم غسيل اعلامي وفكري حجري فاسد لا وجود له فهذه هي العقول الفلنستونية، عندما نتأمل مواقع التواصل الاجتماعي وبالاخص “تويتر” نلاحظ عن بعض التغريدات وما يكتبه بعض المتطرفين ذات تفكير ديني واعلامي فاسد عن الشيعة وكأن ليس بمسلمين، بالحقيقة ان هؤلاء المتطرفون هم من يبثون سمومهم الطائفية، ولهم أولئك الأتباع الذين عادة يتبعونهم دون اي نقاش او بغسيل عقلي فاسد، ونتيجة ذلك فان ذلك الغسيل العقلي الفلنستوني يشكل مصدر خطورة فكرية فاسدة حتى تنموا وتصبح على ما نحن عليه بالامس القريب، فيجب الحد منها من خلال اعلامي واعي وواضح للجميع خلال دور العبادة و المدارس والجامعات ويجب تكوين جبهة اعلامية عربية لمواجهة الفكر الارهابي المتطرف الدخيل على المجتمعات العربية بعيدا عن الطائفية والنعصرية.
وختام قلمي نسأل الله عزوجل ان يرحم الشهداء الذين استشدوا جراء تلك العملية الارهابية البشعة التي حدثت مؤخرا في المملكة العربية السعودية في مدينة القطيف سألين المولى ان يلهم اهاليهم الصبر والسلوان .
بقلم الصحفي…
حسين الهزاع – جريدة اكاديميا