كتاب أكاديميا

سوسن إبراهيم تكتب: احذروا الكلمة!

  قررت يوما ما بأن أشارك زميلتي الدراسة بهوايتي “اللذيذة” المتعلقة بالكتابة، فمددت لها بأحد مقالاتي التي كانت تتناول موضوعا جدليا مرتبطا بحياة كلا منا. فما كان منها إلا أن تجهم وجهها وشرعت بتفكيك الجمل واستيعابها فَهمّت بعد قراءتها التي لم يبد عليها انها شارفت على نهايتها لتعلق بأن هذه النوعية من المقالات _الفساد وغيرها من المشكلات الاجتماعية_ تحتوي على ظروف الحياة الاعتيادية التي نجبر على معايشتها وبأن أغلب الناس تغض أبصارها عنها لشيوعها الواسع، فقد أصبحت موضوعات لا يُستهجن أو يُنكر فاعلها بل على العكس نحرض على مزاولتها بطريقة ما والانهماك بممارستها في بعض الأحيان.

وأنه من الأجدر أن أكتب مواضيع متعلقة بما تشتهيه أنفس القراء كأحدث صيحات الموضة أو حتى _تحريفا للواقع_ عن عيشنا في مدينة أفلاطونية كلنا سعداء فيها ولا ينقصنا فيها إلا شواطئ رملية نظيفة!

على الرغم من فكرة زميلتي السابقة التي أعربت عن إيمانها بها، حاولت شرح ما يدور في ذهني مؤكدة على أن هناك ممارسات مجتمعية منتشرة لا تمت للنزاهة بصلة وأنه لزاما علي تسليط الضوء عليها وتوجيه نظر قرائي لها لعلهم يعملوا على نبذها أو على الأقل أن تعبث كلماتي بضمائرهم لعلهم يفكروا بطريقة مغايرة تحثهم على التغيير أو مراجعة أفكارهم وذلك “أضعف الإيمان”.

مهما كانت الحقيقة ناقصة ومضللة فمن واجبنا أن نصر على إنكارها والوقوف ضد جميع السلوكيات والإشكاليات الخاطئة، فمهما كان رواجها تظل شائبة تعرقل تنمية المجتمع وتعطل عجلة التقدم وتأثر على إنتاجية الشعب لأنها تستهلك من طاقة الشعب وتضعف من إرادته في الإصلاح فيظل خائر القوى مُسلِّم لعادات المجتمع الموضوعة في حين بإمكانه الوقوف ضد استغلاله والسعي نحو تنوير مداركه والمطالبة بحقوقه.

حينما يكون لديك هدف ورسالة تود إيصالها وتحقيقها بأي شكل، فحذار مشاركتها مع العقول الضحلة التي تحبط وتقف أمام طموحاتك. فكلنا نتأثر حتى وإن عزمنا على تجاهل آراء المحيطين بنا فإننا حتما سنستمع لوجهات نظر الآخرين ونتأثر بها بشكل او بأخر. لذلك ظل ثابتا على قناعاتك التي تتبناها حتى لو عُزلت اجتماعيا في سبيلها، فكلمة الحق تبقى هي العليا.

                                                  سوسن إبراهيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock