أ. منى العازمي تكتب: الخصائص التعليمية لذوي الإعاقة الجسمية
تعتمد الخصائص التعليمية لذوي الإعاقة الجسمية على خصائصهم الجسمية والنفسية والعصبية، حيث إن هؤلاء الطلبة لديهم مشكلات تتعلق بالانتباه وتشتته وصعوبة في التركيز والتذكر والاسترجاع والحفظ والنسيان ونقص تآزر حركات الجسم، كما أن لديهم صعوبات في مجال التعلم، حيث إنهم لا يتعلمون بسهولة وبحاجة إلى مناهج واستراتيجيات تربوية خاصة تراعي إعاقاتهم وتعتمد على التبسيط والانتقال من السهل إلى الصعب، ومن البسيط إلى المركب والاعتماد على النمذجة والتلقين وتشكيل السلوك وتسلسله وتقديم التعزيز الإيجابي والتغذية الراجعة الإيجابية وتجزئة المهارات والمهمات المطلوبة منهم.
وأوضح كل من الخطيب، الحديدي(2014) أن الإعاقة الجسمية قد تفرض قيودا على مشاركة المتعلم في النشاطات الدراسية، وإذا لم يتم تكييف الوسائل التعليمية وتعديل البيئة المدرسية والصفية فإن الحواجز المادية والنفسية قد تحول دون توافر فرص التعلم المناسبة لهم مما ينعكس سلبا على أدائهم وتحصيلهم الدراسي.
وعلى أي حال، فان معظم الأطفال المعاقين جسميا يتعلمون في المدارس العادية. أما إذا كان مستوى الإعاقة شديدا، فقد تكون هناك حاجة إلى وضع الطفل في صف خاص أو مدرسة للتربية الخاصة. فالتغيب المتكرر والطويل عن المدرسة وحاجة الطفل إلى الرعاية الطبية المستمرة، والقيود الشديدة التي تفرضها بعض أنواع الإعاقة على نشاطات الطفل وتفاعله مع البيئة، كل ذلك قد يكون له عواقب على النمو وعلى التحصيل أيضا. وأن الإعاقات الجسمية متباينة إلى حد كبير، فهي تشمل اضطرابات عصبية متنوعة واضطرابات عضلية- عظمية مختلفة وأمراضا مزمنة غير متجانسة. فهل من الممكن تصور منهج موحد أو أساليب تدريس موحدة لمثل هذه الفئات التربوية الخاصة؟ وهل من الممكن الحديث عن استراتيجيات تنظيمية أو أوضاع صفية مناسبة لهم جميعا؟ (الخطيب، الحديدي، 2014:299).
إن القيام بذلك يتطلب إزالة الحواجز التي تعيق تعلم الطلبة ذوي الإعاقة الجسمية عند تصميم البرامج التعليمية، وتعديل وتطوير المناهج والأساليب التعليمية لهذه الفئة حسبما تقتضيه خصائص الإعاقة الجسمية التي تعاني منها هذه الفئة، فالبرنامج التعليمية الفردي أداة مهمة في تعليم ذوي الإعاقة الجسمية كما هو الحال في تعليم المتعلمين ذوي الإعاقات الأخرى، وذلك لا يعني بالضرورة تعليم المتعلمين ذوي الإعاقة الجسمية على مستوى فردي ولكنه يعني تخطيط الأهداف التعليمية تخطيطا واعيا على مستوى المتعلم الواحد، بناءً على تحديد حاجاته الخاصة في ضوء تقييم مواطن الضعف والقوة الرئيسية في أدائه ونموه.