| ” أولو العزم .. ” بقلم| د.مريم فرحان العنزي
@tfkeeer
_____________________________________________
إن الأشخاص الذي خلقوا للعزة والكرامة وتحقيق النصر
لا ولن يكونوا في غير مواطنهم التي خلقوا وتهيئوا لها بكل عزم وإصرار
ولو توانوا عن الإنجاز ينازعهم في خلدهم ويقض مضاجعهم فحين آمن الصحابي الجليل خالد بن الوليد أنه خُلق للنصر والتمكين ولّى نفسه قيادة الجيش في مبادرة منه للعزة والنصرة والتمكين حتى قال فيه من عزله عن القيادة
“عجزت النساء أن تلد مثل خالد ”
ومع هذا خاطب نفسه مستنكرا عليها الراحة قائلا :
” لقد شهدتُ مائة زحف أو زُهاءَها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربةٌ أو طعنة أو رَمْية، ثم هأنذا أموت على فراشي كما يموت العَيْر، فلا نامت أعين الجبناء””
فأصحاب الهمم يأنفون من الراحة والدعة ولو كانوا على فراش الموت ويستحثون همة الجبناء ويستنهضونهم
فأصحاب الهمم اعتادوا العمل والمبادرة والريادة في دوائر القوة يتنفسون الإنجاز خارج دائرة الراحة .
وحتى في التوجيه الرباني للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم على كل أمور الدنيا أن
” فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل”
ومع أنها دعوة للصبر إلا أنهم أولو العزم لا أولي الصبر
فالعزم هو الإرادة الصلبة القوية وعقد القلب على إمضاء الأمر مع المثابرة والصبر والمصابرة والجَلَدْ والتجلد فمهما تزاحمت الخطوات وتكررت الكبوات وتفاقمت الهفوات ..
فالهمة تخبو وتتعثر لكنها في قلوب ذوي العزم لا تموت ولا تنطفئ
فالراحة والدعة ومشاغل الحياة هي تلك المشقة التي تحاصر السيادة
ولولا المشقة ساد الناس كلهم .. الجود يُفقر والإقدام قتّال
وتظل السيادة محفوفة بالمشقة لا ينالها المثبطين وذوي الهوى مهما انتهت بهم للموت كما حدث مع المناضل عمر المختار
صاحب مقولة نحن لا نستسلم ننتصر أو نموت ..
وهو نفسه القائل الموصي
“كن عزيزاً وإياك أن تنحني مهما كان الأمر ضرورياً فربما لا تأتيك الفرصة كي ترفع رأسك مرةً أخرى ”
ولأن الفرص تفوت فيجب أن تُقتنص ولأنها غير محددة فيجب أن نعمل لها عملا دائبا ..
وهنا تردني تساؤلات أوجهها لأصحاب تلك الهمم ممن آمنوا بعلوهم وعزمهم وأنهم خلقوا للعليا..
ماذا قدمت فيما مضى ؟! وهل حققت كل أهدافك ؟!
وماذا لديك فيما أتى ؟ وما خططك ؟
وما هو حال همتك الآن ؟ وأين ترعى ؟!
ثم للنفس وبهمس خافت ..
انفض عن نفسك غبار الوقت .. وانهض
فقد رشَّحوك لأمرٍ إنْ فطِنتَ لهُ ..
فاربأْ بنفسكَ أن ترعى مع الهَمَلِ
كلمات حدثت بها نفسي .. وكتبتها لي ولك ولكل من يقرأ لعلها تبلغ في قلوبكم قبس من نور .. تُستضاء به الأمم
د.مريم فرحان العنزي
بورصة – تركيا صيف 2017
25 أغسطس