خلال ندوة “القدس حق وتاريخ” .. د. سلمان أبو ستة: قبل إعلان اسرائيل كدولة قامت بطرد سكان 220 قرية
د. سلمان أبو ستة: بعض الحكومات العربية خذلت فلسطين والشعوب مغلوب على أمرها.
د. عيسى زكي: لست قلقا على الحراك لأن هناك ثوابت دينية تتمسك بها الشعوب.
د. شفيق الغبرا: احداث الاقصى الأخيرة سينتج عنها جيل جديد للنضال.
نظم ملتقى القدس، وبالتعاون مع لجنة القدس التابعة للاتحاد العام لطلبة ومتدربي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ندوة ثقافية تحت عنوان “القدس حق وتاريخ ” واقيمت مساء يوم الاربعاء الموافق 2/8/2017 على مسرح رابطة التدريس بالعديلية، وحاضر بها كل من
رئيس هيئة أرض فلسطين المؤرخ والباحث د. سلمان أبو ستة، وعضو هيئة الإفتاء بوزارة الأوقاف د. عيسى زكي، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د. شفيق الغبرا، وأدار الندوة أ. عبدالفتاح السيوري الذي دعا الحضور للوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء فلسطين
بداية أكد د. سلمان أبو ستة على أنه الشعب الفلسطيني ورغم المصائب التي تتوالي عليه منذ بدء الاحتلال الاسرائيلي إلا أنه لا زال صامدا في وجه الاحتلال الاسرائيلي، ووجه تحية تقدير لأهل فلسطين الذين هبوا بإرادتهم العالية وصدورهم العارية للدفاع عن المسجد الاقصى مؤكدين بذلك أن لديهم رغبة بالحرية ولديهم العزيمة للتضحية، ولكن مع الاسف قابل ذلك خذلانا من بعض الحكومات العربية والشعوب العربية المغلوب على أمرها والتزموا الصمت تجاه القضية الفلسطينية.
وأشار أبو ستة إلى أنه ورغم مرور مائة عام على وعد بلفور المشئوم الذي أدى لتلك الكوارث، اذ تمكنت القوات البريطانية من احتلال بئر السبع وتم رفع العلم البريطاني بدلا من العلم الاسلامي، وبدأت في عام 1917 بفرض اللغة العبرية وتغيير اسماء شوارع القدس من أسماء عربية لأخرى عبرية لطمس الهوية العربية ومحوها إلا أن الاحتلال لم يتمكن من محو الهوية الفلسطينية فقد كان عدد سكان فلسطين سبعمائة الفا بينما اليوم يبلغ عدد الفلسطينيين ثلاثة عشر مليون نسمة، كما أن حكومة الانتداب البريطاني اصدرت قرارا في العام 1924 أكد على حماية الأماكن المقدسة واعتبار الحقوق السارية للديانات والطوائف قبل الاحتلال معترف بها كما كانت، واعتبرت بريطانيا أن الآثار التاريخية في فلسطين لها اهمية خاصة فأصدرت بعدها بسنتين قانون لحماية تلك الاثار التي يعود بعضها لما قبل العام 1900 م .
واستغرب أبو ستة صمت وسائل الاعلام حتى يومنا هذا وعدم التطرق لقرار اللجنة الدولية التي كلفتها بريطانيا للتحقيق في أحداث ثورة “الحائط الغربي” في العام 1929 بين الفلسطينيين والكيان المحتل لبحث ملكية حائط البراق، وقد أكدت اللجنة الدولية بعد سماع كافة الأطراف والاطلاع على المستندات التاريخية أن الحائط الغربي “حائط البراق” جزء لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف تعود للمسلمين كملكية منفردة مطلقة كجزء من الوقف الاسلامي.
وقال ابو ستة أن القوات الصهيونية استغلت قرار التقسيم وقامت بتكوين الجيش الذي وصل الى 120 الف جندي وتم الاستعداد للانقضاض على القدس، وصدر قرار 181 الجائر الذي يمنح 55 بالمئة من فلسطين للصهاينة، واستغلت اسرائيل هذا الامر وقبل إعلانها كدولة قامت بطرد سكان 220 قرية فلسطينية، وامتدت القوات الى خارج حدود التقسيم في القرار الصادر وصولا الى القدس الغربية، وهو بلا شك غير قانوني إطلاقا.
وختم أبو ستة كلمته بمطالبة المسلمين لمد يد العون لإخوانهم الفلسطينيين فإذا كانوا لا يرغبون بقتال الصهاينة فعلى الاقل يقومون بدعم الحراك الشعبي الفلسطيني.
من جهته أكد عضو هيئة الافتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية د. عيسى زكي أنه ليس قلقا على استمرار الحراك ضد الكيان الصهيوني لأن هناك ثوابت دينية تتمسك بها الشعوب وبعض الدول الاسلامية والعربية، ومثال ذلك دولة الكويت فهي ما زالت ثابتة وتشكل مبدأ ثابت في رفض التطبيع مع اسرائيل، مشيرا إلى ان اليهود لم يستطيعوا ان تطأ لهم قدم في فلسطين الا من خلال مساعدة قوى خارجية، وان معاهدات السلام ساهمت في هذا الامر من خلال التطبيع مع الكيان الصهيوني، معتبرا أن التطبيع اخطر بكثير من اي معاهدة سلام اخرى، لأن التطبيع يمنح اسرائيل انفتاح تام في الاسواق والاقتصاد والوصول الى الانسان البسيط، لكن الشعوب ما زالت تتمسك بالثوابت على عكس بعض الحكومات العربية التي تراوح وتفكر في الامر، ولكن في الوقت نفسه هناك دول مثل الكويت التي أصبحت رقما صعبا ومتمسكة بقرارها الرافض تماما لمبدأ التطبيع.
وأضاف زكي بأن هناك دول اتجهت إلى استغلال الدين لإصدار الفتاوى ممن تسميهم “شيوخ دين” لكي تستفيد من الفتوى لصالحها ويكون لديها سند ديني للتطبيع مع اسرائيل، موضحا أن ما ينسب للعلماء المسلمين في هذا الشأن من فتاوى يتم فهمه بشكل غير صحيح، فعلى سبيل المثال عندما قال الشيخ بن باز بجواز الصلح المؤقت مع اسرائيل أكد على أن ذلك يكون وقت الضعف لحين استعادة وبناء القوة، ولكن الصلح المطلق مع هذا الكيان الغاصب محرم، ولكن البعض يحاول تغيير هذا الامر من خلال تسييس الفتاوى لصالحهم.
أما د. شفيق الغبرا فقال أن الواقع يعكس حالة احتلال تاريخي ومستمر وتم تعزيزه في العام 1967 وبسياسة الاستيطان ومصادرة الاراضي واستمرار سياسة التهويد ولكن في الحقيقة هناك اضعاف اضعاف عدد الشعب الفلسطيني في السابق رغم كل محاولات طردهم من فلسطين والقضاء عليهم فهناك نحو 6 مليون فلسطيني بالداخل ونحوهم تقريبا مهجرين بالخارج، مشيرا إلى أن الكيان الصهيوني لديه استراتيجية مدروسة وتقوم بتقسيم الشعب الفلسطيني ومثال ذلك عزله لغزة وحصارها، إلا أن غزة وبفضل الله تمتلك جيشا مؤثرا وتستطيع الدفاع عن نفسها، وكذلك قام العدو الصهيوني بعزل الضفة الغربية وراء جدار ومن ذلك نجد أن الضفة الغربية وقطاع غزة هما من قاما بالانتفاضة الأولى والثانية، وقد قام الكيان الصهيوني بتصفية الكوادر التي قادت الانتفاضة وتم تصفيتهم بالكامل بعيدا عن أعين الإعلام ومن تبقى منهم حيا قابعا الآن في سجون الاحتلال، ولذلك وجدنا هدوء للحراك خلال الفترة الماضية لأن القيادات التي تمت تصفيتها احدثت فراغا في الشارع الفلسطيني، ولكن اليوم بفضل الله تبرز فئة تقاوم الاحتلال وتدافع عن الاقصى وهي تجربة جديدة سينتج عنها إيجاد جيل جديد للنضال في فلسطين، وقد لاحظ الجميع أن الاحداث الاخيرة تجاه المسجد الاقصى وحدت الفلسطينيين وحركت الشعوب العربية ضد هذا الكيان المحتل.