كتاب أكاديميا

ا.عبدالعزيز الطلب يكتب : ” السياسة التقليدية في الإدارة التعليمية “


لا يخفى عليكم بأن التعليم في الكويت مر على مرحلتين منذ البدايات البسيطة والمفيدة فقد كانت المرحلة الأولى وهي تعليم الكتاتيب ومن ثم أتت المرحلة الثانية وهي التعليم النظامي وكانت تلك النقلة في التعليم في إنشاء أول مدرسة في الكويت عام ١٩١١ مدرسة المباركية ومن هنا تطور التعليم لكن التطور كان يركز على البناء وتعدد المدارس وليس على المنهج وتعدد الوسائط والمناهج التعليمية .

بكل أسف نقولها بأن بعض أو أكثر مخرجات التعليم لا تأتي بالمستوى المطلوب في سوق العمل وبالحياة بشكل عام وأبسط مثال عندما يلتحق الطالب في الكلية أو الجامعة لا يجد نفسه في التخصص الذي يريده وهذا ما يحصل الآن مع أغلب الطلبة بالإضافة إلى أن سياسة التعليم التقليدي في جامعة الكويت والتطبيقي لا تجدي نفعاً وفائدة بل إنها تعرقل مسيرة الطلبة وتحطم الطموح ولا تشجع الطالب على التميز والتفوق في أي مجال .

كما أنه لا يعقل بتاتاً كلما أتى وزير تربية جديد ( وياكثر ما يتجددون الوزراء ) يأتي بنهج يريد تطبيقه ويلغي ما قام به الوزير الذي سبقه من ناحية التخطيط والتنفيذ ، وهذا أحد الأسباب الرئيسية في خلق مشكلة التعليم ، فعلاً نحتاج إلى وقفة في ذلك الأمر الذي يعيق عجلة التعليم ويفترض أن يكون لها أساس مبني على خطة واضحة غير متغيرة على تغير الوزراء .

ومن ناحية الإدارة التعليمية في الوزارة من الصعب في يوم وليلة نتتظر أن يتحول التعليم من ورقي إلكتروني في ظل الأسلوب التقليدي المتبع منذ سنوات طويلة ، لذلك يجب أن يكون هناك أساس تعليمي فريد من نوعه يتم تطبيقي من السلم التعليمي الإبتدائي ويستمر مع الطالب إلى أن يجد نفسه قادراً على التكيف مع التكنولوجيا الحديثة والمطلوبة لذا وبكل تأكيد نحتاج إلى تطوير كبير وسياسة غير تقليدية تتماشى مع التطور وتلبي احتياجات التعليم الراقي الذي يعتبر هو أساس الدولة في النهضة والحضارة والعمران ، ونستشهد بمقولة مؤسس دولة الإمارات الشقيقة الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله الذي أدرك بأن التعليم هو المؤسس الأول للدولة فقد قال " إن الأسلوب الأمثل لبناء المجتمع يبدأ ببناء المواطن المتعلم لأن العلم يؤدي إلى تحقيق المستوى المطلوب وواجب كل مواطن هو العمل على تنمية قدراته ورفع مستواه العلمي ليشارك في بناء مسيرة الإتحاد من أجل حياة أفضل "

وفي الختام نتمنى أن يكون التعليم من أوائل أهداف الحكومة التي ترسم السياسة العامة وتنفذ القرارات ، وأن يتم الحرص على السلم التعليمي منذ التأسيس وحتى مراحل الدراسات العليا ، فهناك أجيال قادمة سيكونوا قادة المستقبل ، ونسأل الله العلي القدير أن يحفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه .

بقلم :

أ.عبدالعزيز حسين الطلب

ناشط أكاديمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock