د. صلاح المضحي: التعليم الإلزامي بالكويت يحتاج إلى غربلة من الجذور
قال عضو هيئة التدريس في كلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت صلاح المضحي ان التعليم الإلزامي في الكويت يحتاج الى غربلة من الجذور والدليل على ذلك ضعف مستوى خريجي الثانوية العامة بالمواد العلمية مثل الفيزياء والكيمياء. وأكد المضحي في حوار مع «الشاهد» ان سوق العمل في الكويت بحاجة ماسة الى تخصص البيئة الذي سيرى النور قريبا في كلية الهندسة والبترول لاسيما ان السوق يوجد به تشبع كبير في تخصصي الهندسة الصناعية والهندسة الكيميائية.
وبين انه كان من المفترض البعد عن تخفيض ميزانية البحث العلمي في جامعة الكويت وان تعطى الأولوية الى بنود أخرى لسنا بحاجة إليها خاصة ان تقليص ميزانية البحث العلمي سيؤثر على بحوث أعضاء هيئة التدريس والبحوث المشتركة مع الجامعات الأخرى وإلى التفاصيل:
• ما تقييمك للتعليم في الكويت بشكل عام؟
– التعليم الإلزامي في الكويت يحتاج إلى غربلة من الجذور والدليل على ذلك أن خريجي الثانوية عندما يلتحقون بالجامعة يفترض ان يتقنوا اللغة الانكليزية بشكل صحيح مثل اللغة العربية ولكن للأسف نجد مستواهم سيئاً جدا لاسيما ان مخرجات التعليم الثانوي والذين تم قبولهم في الكليات العلمية مثل الهندسة لا تتلاءم مستوىاتهم مع التعليم ولا المواد العلمية مثل مادتي الفيزياء والكيمياء وهذا المستوى ليس بجديد على التعليم في الكويت ولكن من بعد الغزو مستوى التعليم في تدن اما التعليم الجامعي فلابد من فتح فروع للجامعات العالمية في الكويت وليس جامعات خاصة تعمل باتفاقية شراكة مع الجامعات.
• كيف تقييم مخرجات الجامعة وهل تتوافق واحتياجات سوق العمل؟
– إذا تكلمنا عن مخرجات الجامعة نجد أنها تتوافق بنسبة 60 % مع احتياجات سوق العمل ولكن هناك قصوراً في الجامعة بسبب عدم تحديث دراسات سوق العمل من خلال احتياجاته بالإضافة الى القصور الكبير من ديوان الخدمة المدنية لأنه يفترض ان يقوموا بمراجعة كاملة للتخصصات التي يحتاجها سوق العمل وإلغاء التخصصات التي تشبع منها السوق ومنها ان تخصصا الهندسة الصناعية والهندسة الكيميائية في كلية الهندسة والبترول.
• ما التخصصات التي يحتاجها سوق العمل في الوقت الحالي؟
– قسم الهندسة البيئية الذي سيرى النور خلال العامين المقبلين في كلية الهندسة والبترول لأنه باختصار في عام 1992 ما كان العالم يهتم بموضوع البيئة إلا انه تم عقد مؤتمر قمة الأرض في البرازيل بحضور الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد ومن خلال ذلك تمت توعية العالم بالحفاظ على البيئة.
• ما ابرز المشاكل التي تعاني منها جامعة الكويت؟
– الجامعة تعيش ضغطاً بسبب عدد الطلبة الذي يفوق قدرة المعلمين والقدرة الاستيعابية ولاشك ان هذا قد يؤثر على جودة التعليم لذلك هناك حاجة ضرورية لإنشاء جامعات أخرى ومن ضمنها جامعة جابر التي أصبحت الحاجة إليها ملحة لاسيما ان جامعة الكويت تعاني من البيروقراطية التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
• كيف ترى تخفيض ميزانية البحث العلمي في جامعة الكويت؟
– بسبب انخفاض سعر البترول تعاني الدولة من عجز كبير ومن خلال ذلك صدر قرار بخفض ميزانيات كل الجهات الحكومية ولكن كان يفترض لجامعة الكويت ان تعطي الأولوية في خفض الميزانية لبنود أخرى بعيدة عن ميزانية البحث العلمي لان ميزانية البحث لم تكن عالية لان التقليص سيؤثر على بحوث أعضاء هيئة التدريس لان الكثير منهم يعتمدون على الميزانية المرصودة لان هناك أيضا طرقاً أخرى تتعاون مع الشركات سواء في القطاع النفطي او غيره لاسيما ان هناك بحوثاً مشتركة مع جامعات وجهات بحثية أخرى مثل معهد الأبحاث.
• هل نملك استراتيجية واضحة تواكب التعليم؟
– إذا نظرنا لعدد المراكز الموجودة والمعاهد المصاحبة ووزارات الدولة نرى أن هذا العدد كاف للنهوض بجودة التعليم إلا أنه في المقابل لا توجد استراتيجية ولا خطط زمنية للعشرين سنة المقبلة لمعرفة جودة التعليم لاسيما أن كثيراً من الدول التي تشهد نهضة بالتعليم كانت نهضتها مبنية على الاستثمار في المعلم والتعليم ومنها ان ماليزيا فخلال 30 عاما تقدمت من دولة كان تسبقها في ميزان القوة والاقتصاد العالمي من بعد المئة على عدد الدول الآن من ضمن الدول العشرين وهذا بسبب التركيز على التعليم في المقام الأول.
• ما رأيك في فصل وزارة التربية عن التعليم العالي؟
– من الضروري فصل وزارة التربية عن التعليم العالي لان اغلب دول العالم تخصص برنامجاً او وزارة خاصة للتعليم العالي.
• ما يميز نفط الكويت عن باقي النفوط في العالم؟
– الميزة ان قيمة استخراج البرميل مازالت منخفضة عن بقية دول العالم ولكن من الناحية السلبية نفط الكويت
لا يتميز عن باقي النفط بل بالعكس يوجد فيه بعض الشوائب التي تقلل من قيمته.
• كيف ترى وضع النفط خلال السنوات المقبلة ؟
– من يرى ان نزول أسعار البترول سيضع الكويت ودول مجلس التعاون في خطر اعتقد ان هذه النظرة نوعا ما غير دقيقة لان استمرار النزول ليس مضرا للكويت بقدر ما هو مضر للدول المستوردة لان في النهاية اذا نزل سعر البرميل وفي المقابل قيمة الصناعات الموجودة لديهم يجب ان تنخفض لأنه اذا لم تنخفض القيمة فبالتالي ستكون قيمة المواد الخام الأولية عندهم أغلى من قيمة البترول لذلك اليوم او الفترة المقبلة لابد من رجوع سعر البرميل الى الارتفاع خاصة ان الكويت ودول مجلس التعاون حصنت نفسها بصناديق سيادية خارجية لمواجهة تلك الأمور.
• لماذا لم تتجه الكويت الى صناعات بديلة غير النفط؟
– الكويت اتجهت ولكن متأخراً من خلال الصناعة البتروكيماوية التي يراها الناس أنها صناعة نفطية ولكن هي ليست صناعة نفطية وإنما تأخذ النفط كمادة خام وتقوم به في صناعات أخرى خاصة ان الصناعات البتروكيماوية مميزة وركزنا عليها بشكل كبير عام 1998 وظهر نجحها خلال آخر عشر سنوات.
• ما رأيك في استيراد الغاز من الدول المجاورة؟
– الطلب زاد خاصة ان هناك خطوات تقوم بها الحكومة منها الخطوة الأخيرة فيما يتعلق برفع تعريفة الكهرباء والماء لاسيما ان هذه الخطوة ضرورية لتعديل نمط الاستهلاك لأنه يوجد في الكويت استهلاك الكهرباء والماء عال جدا لأنهم يعتمدون بشكل أساسي على إنتاجهم على محطات تستعمل النفط الخام والغاز فلاشك ان تعديل نمط الاستهلاك سيخفض استهلاك الغاز لكن من الواضح اننا في الوقت الحالي نحتاج إلى كميات غاز أكثر من الموجودة في الكويت.
• كيف ترى خصخصة بعض القطاعات التابعة لنفط؟
– كلها قابلة للخصخصة ما عدا قطاع الإنتاج لأنه منصوص عليه بالدستور بأن كل المواد الطبيعية ملك للدولة ولا يجوز التنازل عنها لاسيما ان وجود الخصخصة فيه ايجابيات لأي مشروع اتخاذ القرار سيكون مبنياً على المصلحة المشتركة وتجارب عالمية ناجحة خارج الكويت لكن القطاع الحكومي دائما تجاربه خاصة به.
• لماذا لم تعتمد الكويت على الطاقة المتجددة رغم ارتفاع درجات الحرارة والرياح؟
– قام معهد الكويت للأبحاث العلمية في عام 1976 بتجربة الطاقة المتجددة وكانت على حجم صغير ولكن كان من المفترض بعد هذه التجربة ان يتحولوا الى مرحلة أخرى من التوسع في استعمالها لذلك تأخر الأمر 40 سنة لاسيما عام 2012 تم عقد مؤتمر التغير المناخي في قطر وحضر صاحب السمو أمير البلاد المؤتمر وألقى خطابه ووضع في الخطاب توجه الكويت بأن يكون التنوع لإنتاج الطاقة في 2030 ويكون هناك نصيب للطاقة المتجددة بنسبة 15 % ومنذ إلقاء الخطاب أصبح أمراً حتمياً على الدولة وقامت الحكومة بخطوات جدية للاستثمار في هذا المجال وصار عندنا التزام أدبي فأنشأت لجنة عليا برئاسة وزير الكهرباء والماء وعضوية 28 جهة وبدأنا بحصر المشاريع القائمة واتضح ان هناك جهات استثمرت في هذا مجال الطاقة المتجددة وبدأنا تشجيع هذه الجهات للوصول الى 15% لان هذه المبادرة السامية أصبحت لزاما على كل الجهات بما فيها القطاعان العسكري والنفطي لاسيما انه تم حصر 68 مشروعاً نصفهما مشاريع قائمة والباقي مشاريع تحت الإنشاء ومجموعها قد يصل الى 11% من انتاجنا الحالي في عام 2021 وهذا رقم مفرح جدا لأننا مطلوب منا ان نصل عام 2030 الى 15% فاذا استمررنا على هذه الطريقة فسنحقق أكثر من المطلوب.
• ما أسباب انتشار ظاهرة نفوق الأسماك بشكل كبير في الآونة الأخيرة؟
– هي ظاهرة تكررت في جون الكويت بشكل كبير خصوصاً آخر قانون تم إصداره قبل ان اترك الهيئة العامة للبيئة قمنا بتخصيص فصل كامل لجون الكويت على ان يكون التعامل خاصاً لعدة أسباب أهمها ان جون الكويت هو الحضانة الطبيعية لأسماك الكويت وبالتالي أي مخلفات او تعد من الإنسان على هذه الحضانة سيؤثر على الأسماك لاسيما انها كائنات حية حساسة جدا وأي تغير في بيئتها سيكون فيه ضرر خصوصاً ان النفوق الأخير لو كان لأسباب طبيعية لكان الأمر مقبولاً ولكن السبب من قبل الإنسان في التعدي بمعنى ان هناك كميات تحتوي على بعض المواد السائلة تم رميها في جون الكويت تابعة لمحلات الشويخ الصناعية ووزارتي الاشغال والكهرباء والماء والدليل على ذلك ان النفوق ليس مختصراً على جون الكويت وإنما كان في خمسة أماكن لذلك يستبعد تماما السبب الطبيعي مثل الهوائم الضارة وكثرتها لا تصير في البحر المفتوح وإنما تكون في الأماكن الراكدة خاصة ان وجود محطة للكهرباء والماء في الشويخ يصيبنا بالقلق لأنها تعيد مخلفات تحتوي على البكتريا الضارة ثم ترمى في جون الكويت.
الشاهد