نموت نموت وتحيا الكويت | بقلم: الشيخة حصة الحمود السالم الصباح
(نموت نموت وتحيا الكويت) .. بهذه الكلمات القوية الراسخة فى النفوس والتى تلخص تاريخ طويل وحياة حافلة بالنضال والتضحية نستقبل الذكرى السنوية التاسعة لرحيل الوالد سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله وهو من هو قولوا ما شئتم فيه من المآثر والمناقب التى لا تخفى على كل من عرفه وكل من سمع عنه والذى ملأت سيرته العطرة وسعيه لرفعة بلده شتى أنحاء العالم .نستقبل ذكرى رحيل جسده ولكنه باقى معنا بروحه التى لطالما عشقت تراب الكويت واختلط حبها بلحمه ودمه حتى أنه طوال تاريخه المجيد لم يؤثِر نفسه على راحة شعبها وهو الذى خصص يوم الإثنين من كل أسبوع لإستقبال المواطنين لكى يتفاعل مع همومهم ومشاكلهم وحلها على الفور، لقد كان الراحل بحق أحد مؤسسى الكويت الحديثة وله بصمته الواضحة فى كل شئ على المستوى الأمنى والدفاعى والثقافى والتشريعى والدبلوماسى والإقتصادى والتعليمى واستطاع أن يغرس فى كل كويتى معانى التضحية وبذل الجهد لخدمة الوطن وترسيخ مبدأ (كل مواطن خفير).وكما يقولون أن لكل مجتهد نصيب فقد آتت جهود الراحل العزيز أُكُلها مع باقى إخوانه من قيادات الكويت العظماء وذلك فيما نشهده من دولة قانون ومؤسسات ودستور وحياة نيابية هى الأبرز فى المنطقة العربية والشرق الأوسط وفى جهود دبلوماسية جعلت من الكويت إحدى أهم المحاور ونقاط الإرتكاز لحل أزمات المنطقة وهى جهود لم تذهب سُدَى عندما هب العالم للتصدى للعدوان الغاشم على الكويت أغسطس 1990 وتحرير أرضها والذى كان سمو الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح أحد أضلاع مثلث البطولة الدبلوماسية مع إخوانه سمو الوالد الراحل الشيخ جابر الأحمدالجابر الصباح رحمه الله وشيخ الدبلوماسية وقائد الإنسانية سمو الوالد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابرالصباح حفظه الله ورعاه وقد كان لهذا المثلث القيادى الدبلوماسى الأثر الكبير فى سرعة إعادة الأمور لجادة الصواب مع الدول الشقيقة والصديقة المحبة للسلام والأمن الإقليمى والدولى .وعلى خطى الوالد وكما يقال (من شابه أباه فما ظَلَم ) أحب أن أتوجه إلى سمو الشيخة حصة سعد العبدالله السالم الصباح بمشاعر الحب والتقدير لما تقوم به من جهود عظيمة فى دعم المرأة العربية وأتقدم أيضا لسموها بالتهنئة على ما تناله من جوائزالتكريم بصفتها رئيس مجلس سيدات الأعمال العرب ورئيس الإتحاد العربى الأفريقى لسيدات الأعمال وإختيارها سيدة الأعمال الأولى عام 2016 وذلك فى مهرجان المرأة العربية للإبداع فى مدينة شرم الشيخ يناير 2017.وكذلك تكريمها فى حفل بعنوان (سيدات ملهمات ) فى مارس 2017 والذى نظمته كلية الطب جامعة القاهرة (القصر العينى ) بمناسبة مرور 190 عام على تأسيس الكلية و110 عام على تأسيس قسم النساء والولادة بالكلية العريقة حيث قامت بإهداء هذا التكريم لسمو الوالد الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ولسمو ولى العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظهما الله ودعمهما الدائم للمرأة الكويتية والعربية وما تمثله من قيمة عظيمة فى حياة الأمة العربية والإسلامية …تحية حب وتقدير وإمتنان لكل رموز الكويت رجالاً ونساءًا ولكل من لا يدخر جهدا لإعلاء راية وطننا الحبيب والتى ستظل مرفوعة شامخة بسواعد أبنائها ووحدتهم ووعيهم الرشيد ولنجعل هذه الذكرى الخالدة لرحيل سمو الوالد الشيخ سعد العبدالله طيب الله ثراه يقظة لكل من يغفل أو يقصر فى خدمة بلده ودافع وحافز لمن يريد أن يحيا حياة طيبة فى وطن غالٍ وعزيزعلى قلوبنا جميعا وندعوا الله أن يرحم ويغفر لوالدنا العزيز سمو الشيخ سعد العبدالله وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجزيه عنا الجزاء الموفور نظير ما قدمه لوطنه ولشعبه ونسأل الله تعالى أن يحفظ ويبارك فى سمو الوالد أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وولى عهده الأمين وأن يحفظ الكويت قيادةً وحكومةً وشعباً .. اللهم آمين