ومضات شديدة في الفضاء قد تكون دليلاً على وجود كائنات ذكية.. وهذا هو مصدرها
تُعد ظاهرة “تدفُّقات الراديو السريعة” (FBRs) من أكثر الظواهر غموضاً على الإطلاق، وحيَّرت الظاهرة علماء الفضاء لسنين طوال.
يقول علماء الأن في جامعة هارفارد الأميركية، إنَّ هذه الومضات شديدة السطوع قد تكون دليلاً على وجود سفنٍ فضائية عالقة بين نجوم المجرات البعيدة، بحسب النسخة البريطانية من “هافينغتون بوست“.
رغم مرور عقودٍ من الأبحاث، عجز العلماء عن تحديد سبب طبيعي وراء ظهور تلك الومضات، والتي تسطع بشكلٍ غير اعتيادي نظراً لموقعها النائي وقصر عمرها. تسافر هذه التدفقات لمليارات السنين، ولا تستمر سوى لمدة ميللي ثانية.
ويقول آفي لوب، وهو مُنظِّرٌ في مركز “هارفارد-سميثونيان” للفيزياء الفلكية، إنَّ الافتراض بأنَّ مصدر هذه الظاهرة صناعي لا طبيعي، هو افتراض “يستحق الدراسة والتأمُّل”.
وبالتعاون مع زميلته في الدراسة، ماناسفي لينغام، بدأ لوب في محاولة شرح ماهية هذه التدفُّقات المراوغة، والتي نادراً ما تُلاحظ على كوكب الأرض.
نتائج الدراسة
يمكن أن تنشأ تدفُّقات الراديو السريعة من جهازٍ لاسلكي يعمل بالطاقة الشمسية، ويبلغ حجمه ضعف حجم الأرض، ويولد طاقة كافية لتشغيل الأشرعة الشمسية الخاصة بالسفن الفضائية العالقة بين النجوم، والتي تعتمد على الرياح الشمسية وضوء الشمس في دفع المركبات الفضائية.
قد تزن هذه المسابر ضعف وزن أثقل سفينة أرضية سياحية بنحو عشرين مرة.
وتقول لينغام: “هذا ضخمٌ بما يكفي لنقل ركابٍ أحياء عبر الوسط المنجمي (الوسط الذي يقع بين النجوم)، أو حتى للسفر بين المجرات”.
وفي سياقٍ آخر، وجد الباحثون أنَّ ضوء الشمس الساقط على مساحة كوكب، يبلغ حجمه ضعف حجم كوكب الأرض، سيكون كافياً لتوليد الطاقة اللازمة لذلك.
قد يكون إنشاء جسمٍ بهذا الحجم يتعدَّى قُدراتنا، لكنَّ وجوده ممكنٌ فيزيائياً لو كان مبرداً بالماء.
وبنفس المنطق، يمكن لهذا الجهاز اللاسلكي أن يُركّز شعاعاً واحداً على الأشرعة الشمسية دون توقُّف، ثم ينقل ومضاته إلى الأرض بشكلٍ خاطف وهو يتحرك في الفضاء.
وبطبيعة الحال، هذه الفرضية تكهنية بشكلٍ ما، لكنَّ لوب واثق في الدراسة: “لا يتعلق العلم بالإيمان، إنما يعتمد على الأدلة. تحديد ما هو مُرجَّح قبل أوانه يحد من الاحتمالات. ومن المهم عرض الأفكار والسماح للأدلة بأن تكون هي الحكم”.
-هذا الموضوع مترجم عن النسخة البريطانية لهافينغتون بوست.