كتاب أكاديميا

طلبة الخارج «يطلبونك».. يا سمو الرئيس | كتب: أ.د معصومة أحمد ابراهيم

سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر الشيخ جابر المبارك..أوجه إليكم هذه الرسالة، لأنني أعلم، كما يعلم الجميع، تقديركم لشباب الكويت، وحرصكم على العناية بهم، إيمانا منكم بأنهم ثروة البلد وثراؤه، وهم اليوم عدتُه، كما هم غداً قادتُه، كما أنكم تدركون أن هؤلاء الشباب هم المورد الرئيسي لقوة الوطن، كانوا كذلك قبل النفط، وهم يسيرون على المنوال نفسه مع انسياب النفط، وحتى إذا نضب النفط فسيظل الشباب الكويتي، كما عهده التاريخ، محبا لبلده، حارسا لترابه، رافعا للوائه.سمو الرئيس، نعرف جميعا أنك تضع الشباب من أبناء الوطن في موضعهم الذي يليق بهم من عنايتك واهتمامك، بوصفك المسؤول التنفيذي الأول في البلد، وأباً لهم في الوقت نفسه.أقول هذا، وأنا أريد الحديث عن أبناء الكويت الدارسين في الخارج، فهم يقدرون ما تقدمه لهم الكويت، وما يحرص على تقديمه لهم سمو الأمير الذي يسعى إلى إلحاقهم بقاطرة التنمية التي يريدها سموه للوطن والمجتمع.فالقيادة السياسية تدرك أن الوطن لو لم يحتضن أبناءه الشباب، ويفرد عليهم مظلته، فقد يتفرّقون بين أفكار متعارضة وأحزاب متصادمة وفئات متنازعة، وكل منها تسعى إلى استقطاب هؤلاء الشباب، بعيدا عن الوطن، الذي يجب أن يرعى أبناءنا المتعلمين في الخارج، كحق وطني وتعزيز لبناء الشخصية الكويتية القادرة على مواجهة تحديات المستقبل، وهو ما يحققه الطلبة، من خلال إقامتهم المهرجانات السنوية التي يحرصون على إقامتها كل عام دراسي تكريسا لهويتهم الوطنية.ولكن للأسف، يا سمو الرئيس، مع قلة الدعم المالي يتعرقل هذا المشروع الذي يجمع كل الشباب في الخارج تحت مظلة دولة الكويت، ويؤدي إلى خلق فرص أمامهم للتعبير عن ولائهم لبلدهم، والمشاركة وإظهار روح الإبداع والريادة والمسؤولية في إطار الحياة الأكاديمية.سمو الرئيس.. إن اهتمامكم الكبير بالشباب وبدورهم في بناء هذا الوطن لا تخطئه عين، فقد اعتاد طلبتنا في بريطانيا وأميركا أنكم تصرفون لهم مكرمة (من حسابكم الخاص) لمصلحة الاتحاد الطلابي، كي يمارسوا نشاطهم السنوي (ممثلا في المهرجان) الذي يقيمونه كل عام.. ولكنهم هذا العام عانوا بسبب تأخر المكرمة عنهم، لكنهم أصروا على إقامة المهرجان، ولم يحصلوا إلا على دعم غير كافٍ من بعض الشركات، فاضطروا إلى الاستدانة من زملائهم الطلبة أو من أشخاص آخرين، لاستكمال عقد المهرجان في وقته، وفرغت فعاليات المهرجان بنجاح، لكن الديون التي اقترضها الطلبة ظلت جاثمة فوق ظهورهم، وهي مديونية كبيرة لا يستطيعون تسديدها من دون مكرمتكم النبيلة يا سمو الرئيس.سمو الرئيس.. إن طلبتنا في بريطانيا وأميركا لا يزالون ينتظرون ما تعودوه منكم من مكرمة، وهم في حاجة إليها ليس فقط لتسديد المديونية، بوصفها همّا بالليل وذُلا بالنهار.. بل أيضا لأنها تكون عصمةً لهم من الانسياق وراء تيارات وأحزاب وفئات تسعى إلى حرفهم بعيدا عن الديموقراطية التي هي الطريق الوحيد إلى كويت المستقبل التي ننشدها جميعا.أ. د. معصومة أحمد إبراهيم[email protected]القبس


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock