عبدالله الهاجري: توظيف خريجات «الشريعة» مسؤولية الحكومة والنواب
- أحلام خريجات «الشريعة» في التوظيف تتحطم على جدار البطالة
- تبحثن عن فرص عمل منذ عام والأبواب موصدة أمامهن
- المتضررات: نعاني من تخبط الوزارات… ونستنكر الأعمال التي لا تناسب درجاتنا العلمية
- جراح الفضلي: الخريجات بنات البلد ومقدمات على غيرهن
- جمعية الشريعة: تحركات لمخاطبة وزيري الأوقاف والتربية لمعالجة الأزمة بطالة تزيد مدتها على الستة أشهر وأخرى مر عليها عام كامل
هذه حال خريجات كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت بعد أن ضاقت بهن السبل ووجدن أبواب التوظيف موصدة أمامهن أو التوظيف في أماكن لا تلائم تخصصاتهن.
معاناة الخريجات خرجت عن صمتها أمس، بعد أن بثثن همومهن عبر فضاء «تويتر» فتصدرت قضيتهن أهم المواضيع. وقالت الطالبات في شكواهن:
نحن خريجات كلية الشريعة العام الماضي واجهنا بطالة تزيد على الستة أشهر، ولا يوجد تفسير أو سبب مقنع لها، وقد مرّ ما يقارب عام على عدم توظيفنا أو ترشيحنا لوزارات الدولة سوى عدد يسير منّا، في حين أن بعض الخريجات تم ترشيحهن بوزارة الصحة على خلاف رغباتهن المنصوصة في ديوان الخدمة المدنية، كذلك تم وقف استقبالنا كمعلمات في وزارة التربية نهائياً، والمشكلة قبول خريجات الشريعة بوظائف لا تناسب تخصصاتنا العلمية، حيث إنها وظائف إدارية.
وأكدت الخريجات بقولهن: نحن كوادر شبابية أولى من أن تهدر بالبطالة، وبسبب تخبطات الوزارات وقراراتها غير المدروسة، والغريب في الأمر أن كثيرا من الوزارات تحتاج للشؤون الشرعية والقانونية كما هو موضح بموقع الديوان لكن لا قبول لنا، كما نجد أيضاً احتياج وزارة التربية لمعلمات التربية الإسلامية.
وخلال حديث مع عدد من الخريجات أكدن أنهن تواصلن مع عمادة الكلية التي بينت لهن أن هذه المسألة لا تستطيع أن تتحكم بها بل هي بيد الحكومة.
وأشارت الطالبات أن الغريب في الأمر استعانة وزارة التربية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمدرسين وافدين وترك الكوادر الوطنية المؤهلة، واستنكرت الطالبات من التهجم والاستنقاص من مخرجات الكلية في الوقت الذي يدرس فيه الطالب 142 وحدة دراسية وهو عدد وحدات أكثر من العديد من التخصصات الأخرى.
من جانب آخر، استنكرت جمعية طلبة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الظلم الواقع على خريجات الكلية في عدم توظيفهن في المجالات المناسبة لتخصصاتهن والتأخير في التوظيف لما يقارب العام.
وأكدت الجمعية بيان حرصها التام على مستقبل الطالبات وضرورة أخذ حقوقهن في التوظيف، لافتة أنها ستسعى بمطالبة وزير الأوقاف الإسلامية محمد الجبري في ما يخص توظيف الخريجات كمدرسات في دور القرآن وغيرها من الوظائف المناسبة وكذلك مخاطبة وزير التربية والتعليم العالي الدكتور محمد الفارس في ضرورة توظيفهن كمدرسات.
وحظيت قضية الطالبات أيضاً بتفاعل أكاديمي من قبل أساتذة كلية الشريعة عبر « تويتر»، الذين طالبوا بضرورة الالتفات إلى الخريجات وحل مشكلتهن، وفي هذا السياق أوضح الأستاذ بقسم الفقه المقارن والسياسة الشرعية الدكتور راشد الهاجري أن توظيف خريجات كلية الشريعة مسؤولية الحكومة ونواب الأمة وعليهم تحمل مسؤولياتهم، مطالباً بمعالجة سوء التخطيط والتوزيع في التوظيف وعدم قتل أحلام وطموحات الطالبات.
من جهته، عبّر عضو هيئة التدريس في قسم الفقه وأصوله الدكتور جراح الفضلي عن أسفه بعدم توظيف الكثير من الخريجات منذ الفترة المذكورة، متسائلاً«ما ذنب الطالبة التي التحقت بتخصص فتحته الجامعة، ثم تركت هذه الجامعة الحبل على الغارب وكأن المسألة لاتعنيها»؟
وتساءل«كيف يتم قبول طالبات الشريعة في وزارة الصحة لافتاً إلى أن توظيف المخرجات بهذه الصورة غير مقبول وينافي المنطق والعقل؟»
وتابع أن «الطالبات هن بنات البلد، وهن مقدمات على غيرهن، ولا يستقيم أن تقدم الوافدة عليها في التدريس وغيرها من الوظائف» متمنياً أن «تجد شكواهن آذاناً صاغية لتلبية مطالبهن المشروعة، فهن جيل المستقبل والبناء».
المصدر: الراي