الطالب المقنّع.. بريء | كتب: علي الصابري
خبر غريب وجريمة نكراء، تواترت الاخبار في الايام الماضية عن قيام طالب من مواليد 2001 بإشعال النار عمدا في غرفة مدير مدرسة ثانوية فرحان الخالد للبنين وغرفة السكرتارية في منطقة بيان، وظهر الطالب في الكاميرات وهو يلبس قناعاً وقفازا يعتقد بأنه سوف يرتكب الجريمة ويختفي من دون عقاب.. إلا ان المباحث بسرعة فائقة قبضوا عليه، نتفق على ان المجرم وجب علينا عقابه، ولكن اعتقد اننا يجب ان نقف قليلاً قبل سن العقاب ونوجه بعض الاسئلة ألا وهي: هل الطالب المقنع يستحق العقاب ام لا؟ وفي حال استحق العقاب، فهل نحن نقيم العدل؟ وفي حال اقمنا العدل، هل نحن نقيم العدل والعقاب بالتساوي؟
الاجابة تختلف من شخص إلى آخر، مع جلال الاحترام للجميع، من وجهة نظري اعتقد أن الطالب المقنع يجب الا يعاقب قبل معاقبة من حرقوا جامعة الشدادية، ومنظوري مبني على ان العدل يختلف عن المساواة، بمعنى عندما نعاقب الجناة يجب ان نقيم العدل على الجميع بالتساوي، فإن اخطأ ثلاثة من كبار القوم وثلاثة من الصغار وعاقبنا واحدا من الفئة الاولى وثلاثة من الفئة الثانية حتى ولو كانت محاكماتهم عادلة، فإننا لم نطبق القانون بالتساوي، ويتفق هذا المنظور مع نص المادة ٧ من الدستوري الكويتي «العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع، والتعاون والتراحم صلة وثقى بين المواطنين»، فإن العدل والمساواة مساران في اتجاه واحد، ولا يجب تجاهل احدهما عن الثاني لكي لا نكون متحيزين مع فئة ضد فئة في تطبيق القانون، فكم من جناة عاثوا بالبلد فساداً وعطلوا التنمية ولم يعاقب منهم احد على الرغم من انهم غير مقنعين!
علي الصابري
alialsabri@
نقلاً عن القبس