د. علي الزعبي يكتب: تقييم جامعة الكويت
اثار تصنيف جامعة الكويت في مصدر QS والذي بين تراجع مستوى الجامعة في تصنيفها بين جامعات العالم إلى الخانة رقم 800 إلى 1000 بعدما كانت في المرتبة رقم 601 إلى 700 في العام 2012، أقول اثار هذه الامر الكثير من النقد والغضب في وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة من قبل اعضاء هيئة التدريس في الجامعة. ولكن ما اثارني شخصيا هو جهل الكثيرين في مسألة تقييم الجامعات، فأحد اعضاء هيئة التدريس كان يتكلم عن ان انخفاض كمية ونوعية البحوث المنشورة هو السبب في ذلك، وآخر يقول إن عدم قبول الطلبة الاجانب المتميزين سبب رئيسي، ومع احترامي الشديد لهذه الرؤى المتنوعة والتي لا نقلل من اهميتها، فإنني اعتقد أن هناك سوء فهم لما هو مقصود فعلا في مسألة التقييم لهذه الجامعة او تلك.
لنأخذ مثلا التصنيف البريطاني أو تصنيف «كواكواريلي سيموندس» والذي يصنف الجامعات وفقاً للمعايير التالية: «1» السمعة الأكاديمية بنسبة 40% من إجمالي التصنيف، «2» نسبة الطلبة لأعضاء هيئة التدريس بنسبة 20%، «3» الأبحاث المنشورة لأعضاء هيئة التدريس ومعدل النشر واستشهادات الباحثين في العالم بالأبحاث المقدمة من الباحثين والأكاديميين في الجامعة بنسبة 20%، «4» استطلاع آراء جهات التوظيف من مؤسسات وشركات حول أداء وجاهزية خريجي الجامعة بنسبة 10%، «5» النسبة التي تتيحها الجامعة للطلاب الأجانب حول العالم 5%، «6» نسبة أعضاء هيئة التدريس الأجانب في الجامعة بنسبة 5%.
الآن لنتساءل: هل تتوافر المعايير سالفة الذكر بجامعة الكويت؟ الاجابة، وللاسف، ستكون بالنفي، وبالتالي على جامعة الكويت أن تغير من فلسفتها الاكاديمية وأن تتبنى فلسفة جديدة ترتكز على المعايير الـ 6 التي قدمها التصنيف البريطاني ومن خلال التعاون مع مؤسسة «كواكواريلي سيموندس» خاصة أن هذه المؤسسة هي مؤسسة غير ربحية. أما البكاء على الاطلال.. والنواح بالاقوال غير المجدية مثل «حسافة عليج يا جامعة الكويت».. فإنه لن يسمن ولن يغني من جوع. هذا إن كنا بالفعل نريد ان نخلق جامعة بالمعنى الاكاديمي الحقيقي .. اما إذا اردنا تحويل الجامعة إلى «مدرسة كبيرة» مثلها مثل مدارس وزارة التربية .. واعضاء هيئة التدريس «مدرسين» بمرتبة Ph.D.. فعلينا إذا أن نكف عن كثرة البكاء والنحيب!!