800 فعالية ونشاط تتوج احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016
مع قرب العام من خواتيمه كللت مدينة الكويت احتفاليتها الرائدة والمستحقة باختيارها (عاصمة للثقافة الإسلامية 2016) بحفل كبير أقيم مساء اليوم الخميس برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه متوجة بذلك عاما زاخرا ب 800 فعالية ثقافية متنوعة.
وشهد الحفل الذي استضافه مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي إطلاق (بيان الكويت) بحضور ممثل سمو أمير البلاد رعاه الله وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح وعدد من وزراء الثقافة في دول عربية وسفراء وشخصيات ثقافية كبيرة.
وقال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب المهندس علي اليوحة في (بيان الكويت) إن هذا الحفل يمثل ختاما لمناسبة ثقافية وتاريخية إسلامية مهمة أكدت الكويت خلالها دورها الحضاري والثقافي والإنساني بفكرها المستنير ومنهجها الوسطي الممتد عبر الحدود والتاريخ وبرسالة محبة وتسامح وإخاء وسلام.
وأكد اليوحة أن دولة الكويت وفي ختام احتفاليتها عاصمة للثقافة الإسلامية 2016 ستظل منارة للعلوم والثقافة والأدب والفنون إلى جانب أنها مركز للعمل الإنساني العالمي.
ولفت إلى أن رعاية سمو أمير البلاد لهذه الاحتفالية المهمة في تاريخ الثقافة الإسلامية تؤكد إيمان دولة الكويت أميرا وقيادة وحكومة وشعبا بأهمية دور ورسالة الثقافة المستنيرة في بناء الأوطان وإعداد الأجيال.
وأوضح أن اختيار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الكويت (مركز العمل الإنساني) عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016 يأتي استحقاقا واعترافا بأهمية الدور الحضاري والثقافي والإنساني الكويتي.
وذكر أن دعم ورعاية دولة الكويت والقيادة السياسية للانتاج الثقافي والإبداعي بمختلف فنونه وألوانه بات من الثوابت الوطنية وجزءا أساسيا لا ينفصل عن هوية الكويت وتميزها بفكرها وثقافتها المستنيرة التي أهلتها لأن تكون عاصمة للثقافة العربية عام 2001 ومن جديد اختيارها مرة أخرى عاصمة للثقافة العربية لعام 2022.
وبين اليوحة أن الرؤية الكويتية لأنشطة وفعاليات الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016 استندت إلى تأكيد القيم الأساسية والرفيعة للثقافة الإسلامية المترسخة في الفكر والوجدان الكويتي من المحبة والإخاء والتسامح والتعايش والسلم الاجتماعي بتكامل المشهد الثقافي الكويتي من مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني.
ولفت في هذا الشأن إلى مشاركة نخبة من رموز الثقافة العربية والإسلامية الفاعلة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية التي أثرت ما عدده 800 من الأنشطة والفعاليات التي نظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب طيلة العام لتحقيق رسالتها الثقافية والسياسية والاجتماعية والتنموية باستنارة الفكر ووسطية المنهج.
وقال إن الاحتفال بالكويت عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2016 شهد إنجازات ثقافية كبرى جاءت ضمن استراتيجية الكويت الثقافية وفي مقدمتها تدشين أهم وأبرز معلم ثقافي في دولة الكويت بمكرمة من لدن سمو أمير البلاد حفظه ورعاه وهو مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الذي يعد هدية الكويت الثقافية للعالم.
ولفت في السياق إلى اتساق ذلك مع تعزيز حوار الحضارات والثقافات الذي توليه دولة الكويت مزيدا من الاهتمام والدعم مشيرا إلى أن الكويت مقبلة على افتتاح مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي قريبا إلى جانب تدشين المزيد من المراكز الثقافية الحديثة في محافظات الدولة المختلفة.
وبين اليوحة أن اختيار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب شخصية العام وتكريمه من قبل سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه يؤكد النهج الوسطي الذي تتبناه وتؤمن به الكويت دولة ومجتمعا لإسهامات ودور فضيلته البارز في مجال النهوض بالثقافة الإسلامية ونشر قيم الوسطية والاعتدال ومواجهة الأخطار الفكرية والثقافية التي تهدد المسلمين في عالمنا اليوم بأفكار التطرف والغلو والإرهاب.
وذكر أن تكريم المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) للمشرف العام على دار الآثار الإسلامية الشيخة حصة صباح السالم الصباح يعد بمنزلة تكريم للثقافة الكويتية والاسلامية لجهودها المقدرة على المستوى الدولي في الحفاظ على الهوية الإسلامية بمعارض فنية جالت قارات العالم وكان لها عظيم الأثر في تصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين وما يتميز به الفنان المسلم عبر العصور المختلفة من إبداع فني وسماحة فكر وسلام نفسي تجاه الآخرين.
وأضاف اليوحة أن الكويت راهنت منذ ما قبل فترة الاستقلال وتأسيس الدولة على التعليم ونشر الثقافة بكل ألوانها فأسست بنية ثقافية متكاملة.
ولفت إلى أن تلك البنية تصدرها إنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 1973 الذي تولى مد الجسور الثقافية مع الدول الشقيقة والصديقة وتوثيقها بعشرات الاتفاقيات التي غطت جغرافيا قارات العالم كافى لتأكيد الأسس والمبادئ التي قامت عليها الدولة في الانفتاح والتعايش السلمي وتشجيع التواصل والحوار بين الشعوب.
وأوضح أن نجاح وتميز احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016 وقفت خلفهما جهود جبارة بقيادة سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة الوطنية العليا للاحتفالية والوزراء أعضاء اللجنة كذلك الجهود الكبيرة للشيخ سلمان الحمود رئيس لجنة التخطيط والإشراف على الاحتفالية الذين وفروا كل سبل الدعم لفعاليات وأنشطة هذه الاحتفالية الثقافية الكبرى وهي جهود تستحق جزيل الشكر وعظيم الامتنان.
وأعرب اليوحة عن خالص التقدير للمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) الدكتور عبدالعزيز التويجري ولكل الدول الإسلامية الشقيقة والصديقة وجميع الضيوف الذين شاركوا الاحتفال بالكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016.
من جانبه أشاد ممثل (ايسيسكو) الدكتور عبيد سيف الهاجري في كلمة ألقاها نيابة عن المدير العام للمنظمة بجهود دولة الكويت على ما تقدمه من دعم للعمل الإسلامي المشترك معربا عن أطيب التمنيات بأن تبقى الكويت هذه المدينة الجميلة المزدهرة عاصمة متألقة دائمة للثقافة ومنارة مشعة للتنوير.
وقال الهاجري إن برنامج (ايسيسكو) لعواصم الثقافة الإسلامية يحدد معايير دقيقة لاختيار عاصمة الثقافة الإسلامية في الدول الأعضاء يراعى فيها بالدرجة الأولى أن تكون العاصمة الثقافية مدينة ذات أصالة حضارية وعراقة تاريخية ورصيد ثقافي وتميز إبداعي جعلها تتبوأ مكانة بارزة في الدولة وفي الإقليم لناحية الثقافة الإسلامية.
وأضاف أن الدولة المختارة يجب أن تكون لها مساهمة متميزة فى إغناء الثقافة الإسلامية ونصيب وافر في ازدهار الثقافة الإنسانية عموما وأن تتوفر فيها معالم حضارية تاريخية ومؤسسات ثقافية وفنية وأن تعنى بصورة مطردة بتنظيم المهرجانات والمواسم الثقافية.
وأوضح أن الدولة يجب أيضا أن تكون مهتمة بإقامة معارض للكتب والفنون التشكيلية وتنظيم العروض المسرحية والمسابقات الأدبية والفنية والمنتديات الثقافية ذات السمعة الواسعة والتأثير البالغ.
وأكد أن هذه المعايير جميعها تتوافر لدى الكويت “هذه المدينة الناهضة الجميلة التي ازدهرت ازدهارا قل نظيره خلال العقود الستة الأخيرة والتي تطورت تطورا ملحوظا من النواحي كافة خصوصا من الناحية الثقافية بكل دلالات الثقافة ومفاهيمها وعلى شتى مستوياتها وفي جميع مجالاتها”.
وأوضح الهاجري أن مجمل ذلك كان له الأثر الواضح على الكويت فزاد تأثيرها وكثر عطاؤها وتنامى دورها في مجالات التربية والتعليم والثقافة والعلوم والآداب والمعرفة والفنون والنشر والارتقاء بالحياة الإنسانية مما كان له ولا يزال تأثير ملحوظ في تطور الثقافة الإسلامية وازدهارها.
وذكر أن (ايسيسكو) نفذت في إطار احتفالية الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2016 عددا من الأنشطة والفعاليات الثقافية والعلمية كما عقدت عدة اجتماعات لها صلة بهذه المناسبة المهمة سواء في الكويت أو في المقر الدائم للمنظمة في الرباط.
وأكد حرص (ايسيسكو) على متابعة جل الأنشطة الثقافية التي نفذتها الحكومة الكويتية في هذه المناسبة والتي زادت عن 800 نشاط وهو رقم قياسي ” لا نبالغ إذا قلنا إنه سابقة في تنفيذ برنامج عواصم الثقافة الإسلامية”.
وذكر أن (ايسيسكو) على ثقة بأن هذه الاحتفالية ستكون مميزة من النواحي كافة نظرا إلى ما يتوافر للكويت من مقدرات وإمكانيات وخبرات ثقافية متراكمة.
وبين الهاجري أن العالم الإسلامي ينظر إلى الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية بقدر كبير من التقدير والإعجاب لأن هذه الثقافة العاصمة قادرة دوما برصيدها الثقافي المتميز أن تصنع الحدث الثقافي وأن ترتقي إلى المستوى العالمي من الإبداع الثقافي المميز.
وقال إن الكويت صنعت بالفعل الحدث الثقافي بكل تجلياته ولن تتوقف الكويت عن ممارسة صناعة الأحداث الثقافية دون انقطاع لأنها عاصمة دائمة للثقافة بكل معالمها وبمختلف معانيها.
وأضاف “إننا اليوم لا نودع احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016 كما تودع المناسبات الثقافية وتختتم المهرجانات الإبداعية وإنما نحن نجدد العهد على أن تستمر الكويت في نشر إشعاعها الثقافي”.
ولفت الهاجري إلى تأكيد (ايسيسكو) على دعم هذا العطاء الثقافي المتدفق “وتطلعها إلى أن تكون للثقافة مواسم بهذه المدينة الجميلة لا تغيب عنها ومواعيد لا تخلفها”.
في سياق متصل قامت منظمة (ايسيسكو) خلال الحفل بتكريم المشرف العام لدار الآثار الإسلامية الشيخة حصة صباح السالم الصباح تقديرا لجهودها الدولية الداعمة للثقافة الإسلامية وفنونها عبر العصور.
كما جاء التكريم للشيخة حصة الصباح لما تمثله دار الآثار الإسلامية من مقصد ثقافي وسياحي عالمي في الكويت وتسلمت درع التكريم نيابة عنها كريمتها الشيخة دانه ناصر صباح الأحمد الصباح.
وتم خلال الحفل عرض فيلم وثائقي عن مساهمات دولة الكويت الثقافية ودورها الكبير في إثراء الثقافة وتمكين الإرث الاسلامي سواء في داخل البلاد أو في بلدان أخرى.
بعد ذلك تم عرض أغنية حفل الختام عن الدين الإسلامي بمشاركة عدد من فناني الكويت والخليج وحملت الأغنية عنوان (نحب الخير) وحثت على المحبة والتسامح والخير.
وتضمن حفل الختام أيضا أوبريت (قوافل النور) قدمته فرقة (إنانا) السورية بالتعاون مع فنانين من الكويت ودول عربية الذين عملوا على هذا الأوبريت تزامنا مع مناسبتين إنسانيتين كبيرتين العام الماضي الأولى هي احتفاء منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بالعالم الإسلامي ابن الهيثم وتسمية السنة بسنة الضوء تكريما له وإحياء لكتابه في البصريات بعد مرور ألف عام على إعداده.
أما المناسبة الثانية فهي ذكرى تكريم الأمم المتحدة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بتسمية سموه (قائدا للعمل الإنساني) والكويت (مركزا للعمل الإنساني) وبذلك كانت السنة الماضية سنة ضوء بعمل ابن الهيثم وسنة خير بإنسانية سمو أمير الكويت.
وأتى عمل (قوافل النور) احتفاء بابن الهيثم وسمو أمير البلاد وبكل من أبدع في هذه الأمة عبر تاريخها وبما أن العمل يحتفي بالضوء ويشير إلى نجوم الأمة الاسلامية فلم يغفل فريق العمل عن المعنى الأول والجوهري للضوء والإشارة إلى العلم والنور الذي شع في غار حراء وهو نور الوحي المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وتناول الأوبريت إلى جانب نجم ابن الهيثم نجوما عدة في عالمنا الإسلامي مثل المعري وابن سينا والفارابي والمتنبي وعباس بن فرناس وزرياب وسيف الدولة الحمداني وغيرهم.
كما أشار الأوبريت إلى أنجم الكويت وعلى رأسهم سمو أمير البلاد (قائد العمل الإنساني) رعاه الله إلى جانب عدد ممن برزوا في الكويت كالشيخ عبدالعزيز الرشيد والشاعر فهد العسكر والشيخ عبدالله الجابر الصباح وعبدالعزيز حسين ومريم الصالح والعالم الفلكي الدكتور صالح العجيري والشاعر الفنان عبدالله الفرج وغيرهم.
وجاء اختيار مدينة الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016 خلال المؤتمر السابع لوزراء الثقافة في منظمة (ايسيسكو) بالجزائر عام 2004 بالنظر إلى دور الكويت وعطاءاتها في المجال الثقافي على مدار تاريخها.
وتأسست فكرة (عاصمة الثقافة الإسلامية) على غرار البرنامج الذي أطلقته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم باختيار دولة عربية في كل عام لتكون (عاصمة الثقافة العربية) وتمثل فكرة (عاصمة الثقافة الإسلامية) التي تبنتها (إيسيسكو) منذ عام 2001 تمثل مرحلة مهمة في تقارب وجهات النظر الإسلامية من خلال اختيار ثلاث عواصم إسلامية كل عام بين العواصم الإسلامية العديدة ومنحها الاهتمام والتركيز الإعلامي اللائق. (كونا)