أ.د. بهيجة بهبهاني تكتب: جودة التعليم.. سراب!
يعتبر «الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم» الجهة الرسمية المنوطة بعمليات الاعتماد الأكاديمي المؤسسي والبرامجي وضمان جودة التعليم لمؤسسات التعليم العالي بدولة الكويت، ويهدف الجهاز إلى تحسين برامج مؤسسات التعليم العالي، وذلك من خلال عمليات التقييم المستمر لتلك المؤسسات وبرامجها وفقاً لمعايير هيئات الاعتماد العالمية، وصولا الى ضبط جودة التعليم العالي في الدولة. ورغم وجود هذه الجهة الرسمية لضمان جودة التعليم، ورغم ما صرح به وزير التربية وزير التعليم العالي في كلمة له خلال توقيع اتفاقية للتعليم بدولة الكويت للأعوام 2015 ـــ 2019 بين وزارة التربية والبنك الدولي: «العملية التعليمية لدينا تواجه معوّقات ومشكلات تحد من قدرات المتعلم على امتلاك المهارات التحليلية ومهارات التفكير النقدي والابداعي العليا، وكذا امتلاك القدرات اللازمة لمواجهة المشكلات والتغلّب عليها بالحلول المناسبة، ونتطلع ـــ من خلال هذه الشراكة مع البنك الدولي (وبملايين الدنانير) ـــ إلى الارتقاء بمستويات مخرجات العملية التعليمية»، وكذلك جرت دراسة من قبل شركة طوني بلير لتقييم التعليم، ورغم كل ذلك فلقد أصدرت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل قرارا وزاريا بإشهار الجمعية الكويتية لجودة التعليم.
ومما جاء ضمن المادة الأولى من القرار: «تهدف الجمعية إلى المساهمة في نشر الوعي بين افراد المجتمع لأهمية التحصيل العلمي الصحيح، ومراقبة انماط التغيير في سلوكيات التعليم لأفراد المجتمع، لتجعل منهم أفراداً قادرين على تلبية متطلبات سوق العمل والبناء الحقيقي لمؤسسات الدولة، ومكافحة الشهادات الوهمية والمزورة ومكافحة الابحاث الوهمية والمغشوشة والمسروقة وجميع الممارسات التي من شأنها الإضرار بضبط جودة التعليم، المشاركة في وضع الحلول والمساهمة في اقتراح التشريعات، التي من شأنها أن تضمن وتحافظ على جودة التعليم».
فلماذا الإصرار على هذا التعدد في جهات تقييم التعليم وتقويمه وتحقيق الجودة بمخرجاته؟ فهذا الامر مضيعة للجهود وللمال العام والتسبّب في تدنّي مستوى الطلبة، وبالتالي عدم تميّزهم بالاختبارات العالمية، كما حدث عند التعاون مع البنك الدولي وشركة طوني بلير اللذين جعلا طلبتنا في المراتب الاخيرة بالاختبارات العالمية في العلوم والرياضيات، وهما حجر الاساس في تطوير التعليم والارتقاء به!
كفى محاولات عقيمة للارتقاء بالتعليم، فهناك تجارب عالمية ناجحة في مجال التعليم، فلنأخذ بها، فالتعليم أصبح لدينا حالياً ـــ في مجتمع مادي ـــ سراباً يلهث خلفه الكثيرون..!
أ.د. بهيجة بهبهاني