أحياناً تتحرك الجيوش لأسبابٍ تافهة.. أغبى 7 حروب عرفها التاريخ
عندما تُذكر الأسباب التي دعت إلى إشعال الحروب، سيحضر في ذهنك تلقائيًا أسبابٌ منطقيَّة، مثل النزاع على الموارد، واحتلال الأرض، أو تحريرها، أو حتى السعي وراء المجد، والشهرة، وخلف هذه الأسباب سنجد العديد من التحليلات المعقَّدة، والتي تتناسب مع ما تخلِّفُهُ الحرب من قتلى، ومصابين، وخسائر مادية بالغة، ولكن عند مطالعتنا كتب التاريخ نفاجأ بالعديد من الحروب، التي وقفت وراء قيامها أسبابٌ يمكن وصفها بالتافهة والغبية.
1- حرب أذن “جنكينز”
ترجع نقطة بداية هذه الحرب عندما ألقت القوات الإسبانية القبض على قبطان سفينة إنجليزية تجارية يدعى الكابتن “جنكينز” عام 1731 وقامت بالإساءة إليه، ومعاملته بعنف، إلى درجة أن القائد الإسباني قطع أذن “جنكينز” وأخبره أن ملك إنجلترا سيلاقي نفس المصير، إذا سولت له نفسه الحضور لمنطقة الكاريبي، والتجارة في ممتلكات إسبانيا.
وبعد إطلاق سراح “جنكينز” احتفظ بأذنه المقطوعة في وعاء من الكحول، وعاد إلى إنجلترا، وذهب إلى الملك جورج الثاني ليخبره بالأذى الذي أصابه، ولكن الملك لم يهتم في بداية الأمر، مما جعل “جنكينز” يضطر إلى نشر قصته في إحدى المجلات المشهورة، وظل يرويها أثناء تجواله على المقاهي حاملًا معه أذنه المقطوعة.
ونجح في عام 1738، أن يعرض شكواه داخل مجلس العموم البريطاني، فاستمع له البرلمانيون الذين استثارهم منظر أذنه، وتمت مخاطبة إسبانيا لتعتذر عما فعلت، ولكن لم يكن هناك أي رد، ولذلك ضغط البرلمان على رئيس الوزراء لإعلان الحرب على إسبانيا، وفي 23 أكتوبر 1739 اندلعت الحرب التي سميت بحرب “أذن جنكينز”، وبعد بدايتها تحولت إلى حرب بين تحالفين وليس دولتين، فشاركت فيها النمسا، وفرنسا، وبعض الدول الأخرى، وهذا يجعل المختصين يبحثون وراء الأسباب “الحقيقية” التي جعلت تحالفين كبيرين يتحاربان. وقد انتهى القتال بتوقيع معاهدة “إكس لا شابل“ في 1748.
2- حرب طيور الإيمو
لم تكن هذه الحرب بين البشر بعضهم البعض، ولكن بين بشر وحيوانات، ففي نوفمبر/تشرين الثاني عام 1932، انتشرت طيور “الإيمو” في أستراليا بشكلٍ خارج عن السيطرة، حيث وصل عددها إلى ما يقرب 20 ألف طير، كانت تنطلق بلا أي قيود في الصحراء الاسترالية، وتقوم بتخريب المحاصيل الزراعية، مما استدعى إرسال الجيش الأسترالي لقوة من الجنود المسلحين لإنهاء وجودهم.
ولكن الأمر لم يكن سهلًا، فقد نجحت الطيور في إظهار مرونة كبيرة أمام أسلحتهم، فرغم مقتل 2500 طائر منها، إلا أن معظمها نجحت في الهروب وتجاوز الجنود المسلحين، وبعد استمرار الحرب لأسبوع، يئس قائد القوة العسكرية من إبادة الطيور، وقرر الانسحاب.
3- حرب الكلب الضال
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، كانت العلاقات بين اليونان وبلغاريا متوترة للغاية، وأصبحت الأجواء مهيئة لتجدد الحرب بينهما مرة أخرى ولو لأتفه الأسباب، وبالفعل حدث ذلك في يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول 1925، عندما كان يلاحق أحد الجنود اليونانيين كلبه الهارب، والذي تجاوز الحدود إلى بلغاريا، واستمر الجندي في مطاردته للكلب مما أدى إلى قتله رميًا بالرصاص على يد خفير بلغاري.
وأثارت الحادثة القوات اليونانية والتي قامت في اليوم التالي بغزو بلغاريا واحتلال عدة قرى، وكانت على وشك قصف مدينة “بيتريتش”، ولكن عصبة الأمم تدخلت وأدانت الهجوم، وشُكلت لجنة دولية للتفاوض، نجحت في وقف إطلاق النار، بعد وقوع 52 قتيلًا.
4- حرب كرة القدم
دارت رحى هذه الحرب بين دولتي هندوراس، والسلفادور، ولا يمكن اعتبار كرة القدم هي السبب الرئيسي لاشتعال الحرب، فالأمر أعقد من ذلك بكثير، حيث تعود جذور الأزمة إلى مطلع الستينيات عندما قررت حكومة هندوراس حظر امتلاك الأراضي على مواطني السلفادور، وطردهم، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولتهم.
ولكن قرعة تصفيات بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 1970، جمعت الدولتين في مواجهة كروية حاسمة، فازت فيها السلفادور وتأهلت لاستكمال التصفيات، وبنهاية المباراة كانت الدولتان قد نشرتا قواتهما على طول الحدود، وبدأت الحرب بانتهاك طائرة عسكرية من هندوراس أجواء السلفادور وإطلاقها النيران على كتيبة عسكرية هناك، مما أدى لقيام السلفادور برد الهجوم.
وبعد خمسة أيام من القتال، قامت فيهم قوات هندوراس بدك أكبر مدن السلفادور بالقنابل، نجحت جهود الوساطة الدولية، إلى جانب مجهودات لجنة خاصة من منظمة دول أميركا الجنوبية، في وقف الحرب.
5- حرب الفطائر
يرجع سبب اندلاع هذه الحرب إلى تعرُّض محل فطائر يمتلكه فرنسي في مدينة “مكسيكو” للنهب، بعد وقوع أعمال شغب في المدينة، في عام 1828، وتجاهل المسؤولين في المكسيك شكواه التي يطلب فيها تعويضه عن الضرر الذي أصابه، مما دفعه إلى التماس المساعدة من الحكومة الفرنسية.
وظلَّت شكواه لفترة طويلة دون أي استجابة، حتى التفت إليها الملك “لويس فيليب”، والذي كان غاضبًا من فشل المكسيك في سداد القروض التي عليها، مما جعله يطالب ملك المكسيك بدفع 600 ألف بيزو لتعويض صاحب محل الفطائر عن خسائره، وعندما رفضت المكسيك دفع التعويض، قام بإعلان الحرب، والتي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 1838، وانتهت في مارس/آذار 1839، بعد توسط الحكومة البريطانية وتوقيع اتفاقية سلام بين الدولتين، كانت إحدى بنودها إلزام حكومة المكسيك بدفع مبلغ التعويض الكبير.
6- حرب الدلو
قامت هذه الحرب عام 1325 في إيطاليا، بين اثنتين من مدنها المستقلة آنذاك وهما مودينا، وبولونيا، وكانت البداية بقيام فرقة من جنود مودينا بالهجوم على مدينة بولونيا وسرقة دلو خشبي كبير، والعودة به إلى مدينتهم، مما أثار غضب سكان بولونيا واعتبروه إهانة لهم، وأدى هذا الموقف لاشتعال الحرب بين المدينتين، والتي استمرت اثني عشر عامًا، ورغم هذه المدة الطويلة إلا أن بولونيا لم تتمكن من الحصول على الدلو، وما زال حتى اليوم معلقًا في برج الجرس بمودينا.
7- حرب البارغواي
كان رئيس البارغواي “فرانسيسكو سولانو لوبيز”، معجبًا بشدة بالقائد العسكري نابليون بونابرت، ويحاول طوال الوقت أن يقلده في جميع نواحي حياته، حتى بقي أهم جانب وهو شجاعة نابليون وخوضه لحروب كثيرة، فقام “لوبيز” بإعلان الحرب في عام 1864 على الدول الثلاثة المجاورة للبارغواي، وهي الأرجنتين، والبرازيل، وأوروغواي، وكانت النتيجة كارثية إذ تشير التقديرات إلى أن 90% من رجال البارغواي ماتوا خلال هذه الحرب، وبلغ إجمالي عدد الضحايا 400 ألف قتيل من الجانبين، وفي النهاية لم يكن هناك أي حل لوقف القتال، سوى اغتيال هذا الرئيس الأحمق عام 1870.
المصدر: huffpost