كلية القانون الكويتية العالمية احتفلت بخريجي 2020/2021
د. بدر الخليفة: اجعلوا أحكامكم مبنية على المستندات والمعلومات الصحيحة ومخافة رب العالمين
أ.د. محمد المقاطع: الكلية أرست دعائم تعليم نظري وتدريب عملي أديا إلى صقل مهارات الطلبة
الخريجون: الدراسة في الكلية زودتنا بمفاتيح العلم والمعرفة التي ستشرع أمامنا أبواب الغد والمستقبل
أقامت إدارة كلية القانون الكويتية العالمية تحت رعاية وزير التربية ووزير التعليم العالي علي المضف، حفل تكريم خريجي البكالوريوس والماجستير للعام الجامعي 2020/2021 الذين بلغ عددهم 459 خريجا وخريجة، بحضور الأمين العام لمجلس الجامعات الخاصة المهندس عمر الكندري الذي ألقى كلمة نيابة عن راعي الحفل، كما حضره عدد من أعضاء مجلس الأمناء وهيئة التدريس والمجلس الاستشاري للكلية، وأولياء الأمور الذي التقوا في هذا المناسبة ليشاركوا بناتهم وأبنائهم فرحة النجاح والتفوق والتخرج لينطلقوا بعدها إلى الحياة العملية في مختلف المهن القانونية بعد سنوات من الجد والاجتهاد والمثابرة وتلقي العلوم القانونية بشقيها النظري والعملي ليكونوا مؤهلين لمواجهة أعباء المسؤولية بثقة ومقدرة وكفاءة نظرا للمستوى الأكاديمي الذي حققته كلية القانون الكويتية العالمية منذ انطلاقتها قبل حوالي عشر سنوات وحتى اليوم استطاع خريجوها أن يكونوا موضع ترحيب وتقدير وثناء من مختلف المؤسسات التي عملوا فيها سواء في القطاعينالحكومي أو الخاص أو المهن الحرة كالمحاماة، نظرا لمؤهلاتهم العلمية المتميزة والراقية، وتجاربهم العملية التي استمدوها عبر التدريب الميداني سواء في داخل الكلية أو بالتعاون مع نخبة متميزة من المؤسسات والشركات.
د. بدر الخليفة
وقد استهل الحفل الذي قدم فقراته الإعلامي يوسف جوهر بالنشيد الوطني وتلاوة عطرة من القرآن الكريم، ثم ألقى رئيس مجلس الأمناء د. بدر الخليفة كلمة شكر فيها على رعايته للحفل، والترحيب بأولياء الأمور والضيوف وتهنئة الخريجين متمنيا لهم الاستمرار في مسيرة النجاح والتفوق والعمل الدؤوب لتطوير قدراتهم العلمية وخبراتهم العملية ليواكبوا المستجدات العصرية المتسارعة، كي يتمكنوا من أدار واجبهم ومسؤولياتهم تجاه وطنهم ومجتمعهم على أكمل وجه، ويحققوا طموحاتهم الشخصية بالرقي والتقدم الوظيفي والمهني.
وأضاف: بالمقارنة مع ما كنت ألاحظه خلال تعاملي مع القضاء عندما كنت في وزارة الداخلية وما يحدث اليوم، أشعر بوجود فرق كبير بين الفترتين، وأذكر أنه في إحدى السنوات وقعت جريمة قتل وكنت أتابع الإجراءات الخاصة بالقضية من خلال موقعي في الأدلة الجنائية، وكان اعتقادنا آنذاك أن الحكم الذي سيصدره القاضيعلى الجاني سيكون الإعدام أو المؤبد، لكنني فوجئت بالحكم بالحبس لمدة عشر سنوات، كان صعبا في ذلك الوقت أن نسأل القاضي عن مبررات هذا الحكم، لأن القاضي يحكم وفي وجدانهأن الله سبحانه يراقبه، ويحكم بناء على مستندات وأوراق وتحريات وأدلة لا نطلع عليها نحن المتابعون للقضية، لذا لا نستطيع أن نقرر إن كان مخطئا أو على صواب في حكمه، لذلك كنا نتردد في سؤال القاضي على أي أساس أصدر حكمه، مخافة أن يرد قائلا (موشغلك) وهذا وارد. ولكن في أحد الأيام التقيت مع القاضي بالمصادفة ووجدت أن لديه استعداد للرد على سؤالي حول مبررات ذلك الحكم المخفف، فرد قائلا إن تقريركم في الأدلة الجنائية والطب الشرعي ذكر بالتفصيل ما قام به الجاني لتنفيذ جريمته، لكن التحري أعطاني معلومة أخرى بيّن فيها أن المجني عليه كان يعذب الجاني على مدى سنتين قبل ارتكابه للجريمة التي لم تستغرق منه سوى دقائق لتنفيذها، ولذلك فإن إقدامه على قتل المجني عليه كان ردة فعل، ولذلك اعتبرت أن السجن عشر سنوات حكم عادل.
وأذكر هذه القصة لأتساءل هل صحيح اليوم أن قيام وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالهجوم على أي حكم يصدر عن القضاء، فهل تحول الإعلام إلى طابور خامس يعمل ضد الأحكام القضائية؟ الأكيد أن هذا غير صحيح، حيث يوجد محامون ووكلاء نيابة وجهات تحقيق تتولى التحقيق في مختلف القضايا والجرائم وتتابع أدق التفاصيل فيما يخص المجني عليه أو الجاني.
أقول لكم اليوم هذا الكلام لأنكم إن شاء الله ستتولون مستقبل القضاء ومستقبل الأحكام فلا تتأثروا بالإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لأنها لن تخدمكم، لكن ما سوف يخدمكم هي الأوراق الموجودة أمامكم ونتائج التحريات وضميركم وطبعا الله سبحانه وتعالى. فلا تهتموا بما يورده الإعلام أحيانا من تشكيك.
ولذلك فإن نصيحتي لكم اليوم وكل يوم بأن تجعلوا أحكامكم مبنية على الدراسة والمستندات والمعلومات الصحيحة وعلى مخافة رب العالمين.
أخيرا.. أبارك لأولياء الأمور من أمهات وآباء، وأزواج وزوجات بالنسبة للطلبة المتزوجين تخرج بناتكم وأبنائكم، ففي هذا اليوم حصدتم جنى تعبكم وألقيتم عن كواهلكم الهموم التي حملتموها طوال سنوات الدراسة حتى حققوا اليوم النجاح والتفوق واستحقوا التكريم. وأشكر وأهنئ أعضاء هيئة التدريس على ما بذلوه من جهد، أيضا الشكر موصول إلى رئيس الكلية الدكتور محمد المقاطع وكل إدارات الكلية التي وفرت كل السبل التي تجعلكم تتفرغون للدراسة من خلال مختلف المرافق الموضوعة في خدمة الطلبة.. ولا يفوتني شكر اللجنة المنظمة للحفل وكل من أسهم في نجاحه… حفظكم الله وحفظ الكويت من كل شر ومكروه في ظل حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.
د. محمد المقاطع
بدوره شكر رئيس الكلية أ.د. محمد المقاطع راعي الحفل، وهنأالخريجين وأولياء أمورهم، وشكر أعضاء هيئة التدريس على ما بذلوه من جهود أثمرت في هذه اللحظة التي طالما انتظرها طلبتنا ليتسلموا شهادات التخرج بعد سنوات من المثابرة والجد والاجتهاد.
وأشار د. المقاطع إلى أنه من الأمور التي يشار إليها في مثل هذه المناسبات هي الجامعة التي يتخرج منها الطلبة لتكون مفخرة لهم على مدى حياتهم، لاستشعارهم بأنهم قد اكتسبوا معرفة حقيقية وعلما راقيا خلال دراستهم في تلك الجامعة، لذلك نجد كل طالبيشير إلى جامعته حسب شعوره للدور الذي أدته لإعداده للحياة العملية. ونحن نعتقد بأن كلية القانون الكويتية العالمية أرست دعائم تعليم نظري إلى جانب تدريب عملي حقيقي، وهذا أمر أدى إلى صقل مهارات الطالبات والطلاب الخريجين بما يؤهلهم للقيامبمسؤوليات المهن القانونية المختلفة.
وأضاف: أتذكر في يوم حصولي على الدكتوراه قبل 37 سنة كنت أعتقد في حفل التخرج أنني نلت أعلى الشهادات، وبالتالي سيتم ذكر أسماء خريجي الدكتوراه في البداية، وإذ بمقدم الحفل ينادي خريجي عدد من المراتب العلمية المتقدمة علينا ويمنح كل واحد منهم شهادة تخرج قبل أن يأتي دورنا نحن حملة الدكتوراه، فشعرت أن ما حصلته من علم ضئيل جدا أمام أولئك الذين سبقونا في نيل شهادات التخرج، فهذا الأمر علمني بأن التواضع هو الصفة الغالبة على من بيده سلاح العلم كي يفيد الآخرين، وهذه قضية مهمة جدا، لأنه متى نظرت إلى الناس بعين فيها تكبر فلن تستطيع أن تكون واحدا منهم، ولن تشعر بمشاعرهم، ولذلك تأتي قضية التواضع أساس كل ما يقوم به حملة لواء العدل والقانون والحق من الخريجات والخريجين رسالة مهمة لأمثالكم.
ولفت د. المقاطع إلى أنه ما من شك بأننا نردد دائما مقولة مهمة وهي (العدل أساس الملك) أي القيام بمرفق العدالة بكامل جوانبه، وذلك يشمل القضاة ووكلاء النيابة والمحامين وكل من يؤدي هذه الرسالة، ولذلك يجب أن نحرص على هذا الأمر. نحن علمناكم ودربناكم وأهلناكم لانتقاد أي تصرفات تخرج عن المسار الدستوري والقانوني بما في ذلك من نقد موضوعي علمي وهو أمر حميد، من المهم جدا أن يكون السمة الغالبة لكم حتى وأنتم على منصة العدالة كقضاة، ولذلك فإننا في مجلاتنا العلمية ننشر نقدا للأحكام القضائية من قبل قضاة ومستشارين، وننشر أبحاثا علمية للأساتذة والباحثين، وهذا الأمر مطلوب من كل قانوني ما دام النقد موضوعيا وعلميا ويهدف إلى تصحيح مسار أي خروج عن الدستور والقانون، كما ننتقد مجلس الأمة بتصرفاته وتشريعاته ورقابته إذا انحرف حتى يعود إلى الطريق القويم، هذه كلها من المهارات والمهام التي ستضطلعون بها مستقبلا بإذن الله.
لذلك أنتم حملتم اليوم راية هذه الأمانة وعليكم مسيرة قادمة أعانكم الله عليها آملا لكم التوفيق في حياتكم العملية، وأختم كلمتي بالمباركة للأمهات والآباء والخريجات والخريجين.
الخريجون
وتوالى على تقديم كلمة الخريجين كلا من الطالبة هلا أنور الهويشل، والطالب عبد الهادي عادل هادي صالح اللذين شكرا إدارة الكلية والأساتذة الذين وفروا لهم كل سبل النجاح والتفوق الدراسي وفقا لمنهج أكاديمي يحاكي تلك المعتمدة في أرقى الجامعات والكليات المتخصصة في دراسة القانون، مع الحرص على تلازم التدريس النظري مع التدريب الميداني والعملي ليكون ذلك منطلقاً لنا جميعاً إلى رحابِ الحياة مزودين بمفاتيح العلم والثقافة والمعرفة التي ستشرع أمامنا أبواب الغد والمستقبل الوضاء والمشرق إن شاء الله، حتى نتمكن من أي موقع سنصل إليه من رد شيء من جميل وطننا الكويت الذي لم يبخل علينا بالعطاء، ونعمل في ذات الوقت على ترسيخ مبادئ وقيم الحق والعدالة وسيادة القانون في مجتمعنا، كي يواصل نموه وازدهاره وتطوره تحت مظلة الأمن والأمان التي نتفيأ كلنا تحت ظلالها.
وفي الختام انطلقت مواكب الخريجين والخريجات ليتسلم كل واحد منهم شهادته وسط تصفيق أولياء الأمور وزغاريد الأمهات تعبيرا عن الفرحة بهذه المناسبة.