هل لي بزجاجةٍ من العطر ؟!كتب: محمد طعمه العازمي
في احدى ليالي الشتاء شديدة البرودة طفل لم يتجاوز التاسعة من عمره في بلد حباها الله بالخير ادامه الباري علي اهلها وكل قاطنيها طفل يستجدي المارة ويطلب منهم مد يد العون له ومساعدته في دفع اجارة سكنه ولقمة عيشه احس المارة بغرابة هذا الطلب فمنهم من رفض منحه ومنهم من اعطاه ما سال ولم يحرم هذا الطفل البريء من شعور الطفولة الذي لربما لم يحرم المطلوب منه المال هذا الشعور اشار احد الاشخاص للطفل وقال له هل تتبعني لمركبتي لاعطيك ما قسمه الله لك والطفل يسير خلف الرجل ويساله هل تلك سيارتك سيدي اما تلك التي تشير انوارها باللون الاحمر والرجل يخبره لا بل قليلاً وسنصل لمبتغانا وصلوا لمركبة الرجل واذا به يخجل لخلو محفظته من المال الوفير ويخبره بان هذه النقود القليلة هي هدية له وليست صدقة.
فقال له الطفل بحوار برئ اراد به الطفل مزيد من بعض الاشياء التي حرمته الحاجة بان يتمتع بها حاله كحال اقرانه من الاطفال
فقال الطفل :
هل لي بعطر ياسيدي طالما انك وددت منحي هدية ولم ترد اعطاء صدقة عند منحي لهذه النقود ؟!
وهل مثل هذا الطلب يرد أم ماذا؟! اليس هذا الطلب بسيط ويدل على كمية الحرمان والعوز لكل مقومات الحياة الكريمة الذي يشعر به هذا الطفل وياللي قلة حيلته وضعفه أمام هذا الفقر والحاجة الماسة للبشر وللناس ولرب الناس اولاً ليس الفقير هو من يحتاج المال فحسب ولكن قال رسول الله ﷺ : “الا ان سلعة الله غالية الا ان سلعة الله الجنة” من منا لا يملك تلك زجاجة العطر التي بحث عنها هذا الغلام الذي لم يبلغ الحلم الذي هو طفل يصارع الفقر وحده وأنا اتسال من احتاج الاخر اكثر هل الرجل احتاج هذا الطفل الفقير البائس المعدم أم ان الطفل هو من احتاج زجاجة العطر تلك؟!
بقلم| محمد طعمه العازمي