كتاب أكاديميا

“وأقيموا الشهادة لله” بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الصباح

 
 

تمثل السلطة التشريعية لأى دولة أهمية كبرى لأنها تعبر عن الوجه الحضارى لأى مجتمع وذروة مكتسباته إجتماعيا وثقافيا وسياسيا وإقتصاديا ، حيث أنه ومن المعروف أن كلما إرتقى مستوى الوعى فى أى مجتمع كان ذلك ممثلا بصدق فى المجلس النيابى تحديدا لأنه السلطة الوحيدة التى ينتخبها الشعب بالكامل لتراقب السلطة التنفيذية وما سنته من تشريعات وقوانين .

ونحن فى الكويت نفتخر دائما بمجلس الأمة والذى يعتبر الأقدم فى منطقة الخليج والأقوى من حيث الصلاحيات الواسعة التى يمارسها نوابه الكرام وهى ليست منحة بقدر ما هى إستحقاق لشعب لطالما ظل متماسكا متلاحما فى السراء والضراء والمحن وما تجلبه علينا رياح القدر آملين أن نبقى كذلك كالجسد الواحد والبنيان المرصوص .

ولعل ما دفعنى للحديث عن مجلس الأمة ودوره السياسى العظيم فى تاريخ هذا البلد العظيم بحكومته وشعبه هو أننا مقبلون على إنتخابات المجلس قبيل نهاية هذا الشهر الحالى نوفمبر من العام 2016 وهى مناسبة وفرصة عظيمة لنظهر للعالم أجمع الوجه الحضارى والراقى والمستوى الثقافى والمعرفى للشعب الكويتى فى إختيار من يمثله بحق وعدل فى المجلس ، لا شك أن الإنتخابات مغطاة من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام وهى أيضا فرصة للتحذير من بعض الظواهر السيئة بل والكارثية والغير أخلاقية بالمرة والتى تتمثل فى شراء الأصوات الإنتخابية إما بغرض التصويت للمرشح الراشى أو منع الأصوات عن بعض المنافسين وهو سلوك غير أخلاقى ويعطى تمثيل شعبى وحصانة لغير المستحقين والذين حتما سيستغلون منصبهم للتربح الغير مشروع لتعويض ما تم إنفاقه لرشوة بعض الناخبين من ضعاف النفوس والذين قبلوا هذه الصفقة الخاسرة ليشتروا به عرضا قليلا لا يعوض خسارة ضمير وكرامة وحقوق الأبناء فى الحاضر والمستقبل القريب .

هناك أيضا ظاهرة حشد الأصوات على أساس مذهبى طائفى أو قبلى مجتمعى وهى الظاهرة التى ترسخ للتفكك المجتمعى وتفسد الهدف من وجود مجلس تشريعى ممثل لمصالح الشعب وحقوقه ومكتسباته الحضارية والتاريخية وهو جهل مركب بقيمة الوطن الواحد الذى يجمعنا ومضاد لمسيرة التحديث والتطور وعواقبه الضارة تلحق بنا جميعا للأسف وهى تراكمات جاهلية لا تستثنى نتائجها أحدا إن كنا بحق من الراشدين .

أتمنى من كل قلبى أن نعى جيدا الهدف الحقيقى من مجلس الأمه وأهميته لنا ولأبنائنا ولوطننا وأن نكف عن التحريض والجدل العقيم وأن ننظر لمسار الوطن بعين الرأفة والصبر والرشد حتى نظل نموذجا مجتمعيا قويا يجعلنا فخورين فى وطننا وخارجه .

حفظ الله الوطن من كل سوء وبارك الله لنا فى والدنا الحبيب سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد وولى عهده الأمين سمو الشيخ نواف الأحمد الصباح حفظهما الله لوطننا العزيز.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock