د. مناور الراجحي يكتب: كبير الجامعة وكبارها
كم هو جميل أن نرى مديراً يتفاعل مع موظفيه، يتفقدهم، يستطلع همومهم، يستمع لمشكلاتهم ويعمل على تذليل الصعوبات وإزالة العقبات التي تواجههم ليقف معهم جنبا إلى جنب في إنجازاتهم ونجاحاتهم. تشرفت كلية الآداب في جامعة الكويت، بزيارة كبير الجامعة الدكتور حسين الأنصاري ونوابه الكرام، ليلتقي مع كبارها من الأستاذة والمسؤولين، يستمع إليهم ويتشاور معهم للوصول إلى استراتيجية تمكنهم للوصول بالجامعة إلى تحقيق الأهداف المستقبلية.
كان لقاء ساده الكثير من المصارحة والشفافية الواضحة منذ بدايته، وطرح الكبير تصوره عن الخطة العامة للجامعة ورؤيته للمستقبل، وقدم مع نوابه الكرام رسالة واضحة عن كيفية رؤيتهم للجامعة مستقبلاً والخطط التي ينوون تطبيقها، والطموحات التي يتطلعون إليها.
وتعرض الحاضرون لقضايا حساسة تناولت أهمية مباني الشدادية وإنجازها وتجهيزها بأسرع وقت ممكن، لتحل محل بعض المباني المتهالكة في بعض الكليات ومنها كلية الآداب، وتوفير السعة المكانية الكافية للأعداد المهولة من الطلبة، وآليات تطوير الجامعة، وقضايا أخرى تتعلق بضمان الجودة التعليمية ليتمكن الجميع النهوض في بلدنا الحبيبة الكويت وتقديمها في الصفوف الأولى في كل المجالات على المستوى الأقليمي والعالمي، وميزانية البحث العلمي وأهمية دعمها، وضرورة رسم السياسة العامة للجامعة ومستقبلها، والعمل على إيجاد حلول من خلال التعاون والمشاركة مع جميع كبار الجامعة من الأساتذة والمسؤولين، مشيرا إلى أن الباب مفتوح أمام الاقتراحات البناءة التي يمكن أن تثري الخطة وتدعم المسيرة بالأفكار النيرة.
إن أجمل ما شهدناه في اللقاء أن كبير الجامعة ونوابه كانوا مستمعين أكثر من كونهم متحدثين، وهو ما يعكس الجدية في العمل على معالجة القضايا التي يرى بها الأستاذة والمسؤولون عقبة تحول دون تحقيق الأهداف. كما كشف اللقاء عن مستوى عالٍ من الرقي في التعامل مع الآخرين، وروح المبادرة لإشراك كبار الجامعة مع كبيرها في اتخاذ القرار، وتحديد معالم الخطة العامة المزمع تنفيذها، ليعكس هذا المستوى الرفيع من التعامل حافزا للجميع ليكونوا أكثر رقيا، فكلما ارتقى كبير القوم كبر معه علية القوم وكبارها، وقد تبلور ذلك في أبهى الصور من خلال الرقي في النقاش والوضوح الذي فرض نفسه على الحوار من البداية حتى انتهاء الزيارة بما يقارب أربع ساعات من الحميمية الصافية والوعود الصادقة إن شاء الله. تحدثنا عميدة الآداب الأستاذة الدكتورة سعاد عبدالوهاب بأول لقاء بعد تولي الكبير إدارة الجامعة، بأن طريقته غير وتختلف تماماً عن ما سبقه فهو من يتابع الأوامر بنفسه ويتواصل مع المعنيين في ذلك من المنفذين والمستفدين، وهذا ما حصل بالضبط مع تجهيز القاعات الجديدة داخل الكلية لتخدم أبنائنا الطلبة في مطلع العام المقبل.
ينتظر أن يكون هذا اللقاء بداية مبشرة لحل مشكلات كبار الجامعة وقضاياهم ووضع الأمور في المسار الصحيح من قبل كبيرها ونوابه. كما ينتظر أبناؤنا الطلبة أن يبادر كبير الجامعة بلقائهم والاستماع إليهم للتعرف على همومهم والقضايا المهمة لديهم، نستبشر ذلك من منطلق ما عرفناه من الكبير ونوابه بالتزامهم بتوفير حلول مناسبة لقضايا الطلبة التي لم يتوانوا طوال الفترة الماضية في العمل على حل الكثير منها على المستويين الفردي والعام.
وأخيرا دعوني أبارك للكويت بذلك الصرح العظيم، جامعة الكويت التي تمر بالذكرى الخمسين على التأسيس، تلك السنين التي كانت حافلة بالعطاء والإنجازات، متمنيا للقائمين عليها التوفيق والمزيد من النجاح. ونشكر من خدمها في السابق وجعلها في حلتها الجميلة متماسكة ومتعاضدة يعززها مبدأ الاخوة والمحبة والرقي عملياً وعلمياً، ربي ارحم الأموات منهم واحفظ الأحياء. شكراً مرة أخرى لكبير الجامعة ونوابه ولكبارها الذين شرفونا في كليتنا (كلية الآداب) التي انطلقت منها جامعة الكويت قبل خمسين عاما.
د. مناور بيان الراجحي