كتاب أكاديميا

اشكالية الانتخابات الطلابية في الجامعة | د. سلوى الجسار

 
تمثل الانتخابات الجامعية نموذج للممارسة الديموقراطية القائمة على المنافسة الشريفة في بيئة وجو تنافسي حيث تبادل الأفكار والانجازات والتفاعل الفكري بين طلبة الجامعة والتي باتت أمرا مستحقاً ومطلبا هاماً يتيح الفرصة للطلبة في ممارسة حرية الرأي مادام في حدود الضوابط واللوائح.

ولكن ان المشاهد والمتابع لوضع الانتخابات الحالية وما أفرزته من ممارسات وسلوكيات سلبية لا تعكس العمل النقابي الحضاري حيث التعصب والتصادم الفكري بين المتنافسين اثناء الحملات الانتخابية بغرض الوصول لتمثيل طلبة الجامعة كل بحسب كليته. وقد تع الأمر الى طرح اعلانات الترشح في وسائل التواصل الاجتماعي بالإعلان عن تمثيل اجتماعي لفئة معينة امام صمت الإدارة الجامعية وغياب الرقابة المطلوبة وتطبيق القوانين ، ان الاختلاف بالرأي والفكر والتوجهات أمر جيد ولكن دون المساس بالآخرين او التعدي عليهم بما يخالف النظم والقوانين، بل يجب احترام أفكار الآخرين وأراءهم حتى وان كانت ضدك. وان نعمل على الايمان بالديموقراطية ونتقبل نتائجها.

ان الهدف الرئيسي من الانتخابات هو اعطاء الفرصة في المشاركة واختيار من يمثل الطلبة بكل توجهاتهم ويحقق متطلباتهم واحتياجاتهم ومصالحهم بهدف تطوير العمل الجامعي وتحسين العملية التعليمية وان يكون للطلبة صوت مسموع.

اننا لنجد بعض الممارسات الطلابية وما أفرزته الانتخابات الطلابية عن عدم التركيز لتحقيق الأهداف الطلابية وخدمة مطالبهم والارتقاء بالوعي الطلابي ومسؤولياتهم ودورهم في تعزيز القيم والمواطنة، بل اصبح التركيز في العمل الطلابي على القضايا السياسيه والتطرف الاجتماعي وحب الظهور والشهرة الامر الذي عزز الولاء الاجتماعي للطائفة والقبيلة والتوجهات السياسيه علي حساب الولاء الوطني دون الاهتمام في المتطلبات التربوية والانسانية والاجتماعية للعمل الديموقراطي ، كما تأثر المجتمع الجامعي بالحراك السياسي في المجتمع، والذي لاننكر بان من الصعوبة الفصل بينهما ، ولكن في ظل غياب الضوابط واللوائح والتي يجب ان تتطور بما يتماشى مع المتغيرات التربوية والاجتماعية والسياسية.

كما يجب ألا تتخطى الانتخابات الجامعية أسوار الجامعة وتكون بيئة جاذبة لدخول أفراد او تكتلات او جماعات خارجية في تقديم الدعم المادي والمعنوي لقوائم معينة دون الآخري والتي لازالت تسيطر رغم ان هناك عدد من الطلبة يحملون أفكاراً مختلفة وآمالاً متعددة وهم بحاجة لمن يساعدهم ويرشدهم ويحقق متطلباتهم ويلبي احتياجاتهم دون الدخول في المشادات الفكرية والسياسية.

ان الطلبة في الجامعة بحاجة الى التركيز على التعليم الجامعي ومتطلباته وهذا هو الهدف الرئيسي للتعليم الجامعي كما يجب على الجامعات ايجاد مساحة كافية للطلبة للحوار والنقاش من خلال المقررات الدراسية والأنشطة المختلفة لتنمية الوعي الطلابي للتعبير عن الآراء والأفكار والتفاعل وتعزيز قيم المسؤولية المدنية في ظل ضوابط ولوائح جامعية مدروسة تحترم التعددية الفكرية والاجتماعية وتحافظ على الوحدة الوطنية. بات من الأهمية اعادة النظر في دراسة نظام الانتخابات في التحول الى نظام الصوت الواحد لإتاحة الفرصة لجميع الطلبة بالمشاركة في العملية الانتخابية.

د. سلوى الجسار عضو مجلس الامة السابق 

الاستاذ المشارك – كلية التربية – جامعة الكويت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock