صنع في الصين .. أكبر تلسكوب بالعالم جاهز للبحث عن “الأرض الجديدة”
ساعات قليلة تفصلنا عن افتتاح الصين لأكبر تلسكوب لاسلكي في العالم، والذي من المنتظر أن يدخل حيز العمل في 25 من سبتمبر/أيلول، حيث سيعمل التلسكوب على اكتشاف الفضاء الخارجي، والبحث عن مقومات الحياة في الكواكب الأخرى.
يُعد التلسكوب (FAST فاست) هو الأكبر من نوعه، إذ يبلغ حجمه حجم 30 مرة قدر مساحة ملعب كرة قدم، فيما يبلغ ارتفاعه نحو 500 متر.
بني التلسكوب بتكلفة 1.2 مليار يوان (180 مليون دولار) فوق جبل في إقليم قويتشو جنوبي غربي الصين، بعد عمل دؤوب استمر 5 سنوات.
الصين تبني أكبر تلسكوب بالعالم
جاء ذلك بعدما قامت الصين بترحيل 9 آلاف من سكان الجبل جبرياً، بعدما قامت بنقلهم إلى منطقة تبعد 5 كيلومترات بعيدًا عن التلسكوب، فيما جرى تقديم مساعدات مالية لهم من الحكومة تبلغ 1،838 دولاراً، وقالت الحكومة بحسب ما نقلته وكالة شينخوا الصينية، أن الأقليات العرقية التي تجد صعوبة بالحصول على منزل مساعدة إضافية بنحو 1،532 دولاراً.
الصين تكسب!
يتميز تلسكوب فاست بعدسة قطرها يزيد عن 2 متر، لذا فهو يتمتع بمجال رؤية أوسع 300 مرة من التلسكوب هابل Hubble Space Telescope، كما يحافظ على نفس مستوى دقة ووضوح الصورة.
كما يُمكن للتلسكوب مسح 40% من الكون في مدة أقصاها 10 سنوات، وهو ما يخلق مجال أوسع للبحث في الفضاء واكتشاف المزيد من الكواكب، إذ أنه مُبطن بـ 4،600 لوحة ثلاثية لعكس وتركيز موجات الراديو، وهذا ما سيتيح للعلماء رصد موجات لاسلكية عبر عشرات مليارات السنوات الضوئية.
لذلك سيكون التلسكوب الصيني ذو جودة وكفاءة أعلى مقارنةً بتلسكوب هابل، الذي استغرقت ناسا نحو 3 سنوات ونصف لتصحيح مشاكل في مرآة التلسكوب الأميركي، إلا أن تشنغ شياو نيان نائب رئيس المركز الوطني للفلك التابع لأكاديمية العلوم الصينية التي شيدت التلسكوب قال إن فاست تجاوز كل تلك العقبات.
ووفرت أيضًا الصين في هذا التلسكوب العديد من الخصائص التكنولوجية التي تُمكنهم من إجراء العديد من العمليات الفضائية، مثل التعدين الكويكبي، واكتشاف الحياة على الكواكب الأخرى في المجرات الكونية، وسيساعد في إرسال العديد من البعثات المأهولة إلى المريخ.
غريبة في الفضاء الخارجي لتعزيز فهمنا عن الكون، مؤكدًا أن فاست سيكون رائدًا خلال العقد أو العقدين المقبلين.
على سطح القمر.. صنع في الصين
تطمح الصين إلى إرسال رجل للقمر بحلول العام 2036، وكذلك بناء محطة فضائية هناك، وهو ما بدأت في العمل عليه بالفعل.
ويبدو أن السباق بين الصين وأميركا في جل المجالات مستمر، حيث تُصر الصين على أن برنامجها علمي، بينما تقول وزارة الدفاع الأمريكية أن قدرات الصين المتعلقة بأبحاث الفضاء زادت، وأنها تهدف بذلك منع خصومها من استخدام إمكانياتهم في الفضاء حال وقوع أزمات.
المصدر: هافنغتون بوست | العربية