م. وائل المطوع يكتب : حسافة وين نروح بالعيد ؟
كل عام والكويت الغالية وأميرها وشعبها والمقيمين على أرضها الطيبة بألف خير وعيدكم مبارك وتقبل الله طاعتكم ونسأل الله ان يعيد حجاج بيت الله الحرام الى اراضيهم سالمين غانمين وان يجعل حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً وان يغفر ذنوبنا وذنوبهم وان يخلف على من فقد هذه الأيام المباركة بالجنة ونعيمها وان يحفظ بلاد المسلمين.
قبل ان اخوض في مقال اليوم لابد ان اشير الى الجهود العظيمة والكبيرة التي تبذلها الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ملكا وشعبا في خدمة الحجاج ولا شك ان الصور التي انتشرت في وسائل الاتصال كانت اكثر تعبيراً وتغني عن أي وصف لهذه الجهود المباركة التي تتطور كل سنة الى الأفضل بفضل التوجيهات السامية من قبل خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه والادارة الحكيمة الواعية الساعية لكل ما هو جديد ومتطور كي تسهل وتعين الحجاج على أداء الفرائض فكل الشكر لأهلنا واحبابنا واشقائنا وامتدادنا في مملكة العز والمجد والكرامة.
أما عنوان المقال اليوم فهو رد ظريف من احد القراء الأفاضل ردا على خبر رأيته في «تويتر» مفاده ان شركة المشروعات السياحية اعلنت ان المدينة الترفيهية تعتذر عن عدم استقبالكم في عيد الأضحى بسبب أعمال الصيانة فكتب أحد القراء الكرام تعليقاً «يا حسافة» وين نروح بالعيد؟ ووضع ابتسامة تعبر عن حالة اليأس التي وصلنا إليها نتيجة فقد الأمل بإحياء هذا الجانب الاقتصادي المهم للدولة ألا وهي السياحة.
والسياحة هي من البدائل المهمة التي من الممكن للدولة الاعتماد عليها لتقليل نسبة الاعتماد على النفط والتي تبلغ 97%.
والكويت بلا شك تمتلك كل المقومات كي تكون بلداً سياحياً من الدرجة الأولى من فنادق ومولات وشواطئ جميلة وطبيعة الشعب التي تساعد أيضاً على تحقيق تلك الأمنية ومن ضمن المقومات أيضاً شركة المشروعات السياحية والتي تمثل بامتياز عدم جدية الحكومة في إحياء هذه الصناعة المهمة جداً فهذه الشركة تمتلك مرافق كثيرة كانت قبل الغزو العراقي الغاشم مضرب مثل في الخليج كالمدينة الترفيهية ومنتزه الخيران وصالة التزلج ومجمع أحواض السباحة وأبراج الكويت وشاطئ المسيلة وشاطئ المنقف ونادي الشعب البحري والنافورة الراقصة والتي توقفت عن الرقص نتيجة توقف العزف الجميل في الزمن الجميل وأصبح أسمها الآن حديقة النافورة والجزيرة الخضراء سابقاً والجرداء حاليا نتيجة هجرة أهل الكويت لها وكذلك نادي اليخوت.
إن شركة المشروعات السياحية تم تأسيسها في 3/4/1976 لتقديم الخدمات الترفيهية والترويحية لكل مواطن ومقيم على أرض الكويت وللأسف كانت هذه الشركة تعد من الشركات الرائدة في مجال الترفيه والترويح، أما الآن فهي مع الأسف في المؤخرة مقارنة مع دول الخليج نتيجة سوء الإدارة أو عدم وجود الدعم الكامل لها من قبل الدولة، ولي حق كمواطن أن أطرح الكثير من التساؤلات:
– بعد هذه السنوات الطويلة من تأسيس هذه الشركة هل تحقق الهدف من انشائها؟
– ما الذي أوصل مرافق الشركة الى هذه الحالة المزرية؟
– كم نسبة الإقبال على مرافق الشركة في سنة 1990 وما قبلها وما نسبة الإقبال الآن أو على الأقل في الخمس سنوات الماضية؟
– ما مصير منتزه فيلكا ولماذا لم يتم إعادة إعماره مرة أخرى بعد الغزو العراقي الغاشم؟
– هل أسهمت هذه الشركة في دفع الدخل القومي للدولة بعد أن أعطتها هذه المرافق العامة وكم تبلغ أرباحها خلال الخمس سنوات الماضية؟
لهذه الشركة دور كبير في إقبال السياح على الكويت فهي تمتلك أغلب المرافق المهمة والتي يجب ان تدر أموالاً على الدولة وهي بلا شك لها تأثير على أمور كثيرة كنسبة تشغيل الفنادق ومبيعات شركات الطيران والمطاعم والكافيهات وشركات تأجير السيارات وكل هؤلاء ذنبهم برقبة هذه الشركة لأنها المحرك الأساس للسياحة بالكويت.
أما السؤال الأكثر إلحاحاً من وجهة نظري الشخصية..
– ما دور الحكومات المتعاقبة منذ عام 1992 وحتى 2016؟ ما الاستراتيجية التي وضعت منذ ذلك التاريخ وحتى الآن؟ وكم مسؤولاً في الدولة أو الشركة حوسب أو تمت إقالته نتيجة تقصيره في تنفيذ خطة الدولة الخاصة بالسياحة؟
إن رسالتي اليوم للحكومة الرشيدة بالبعد عن الشعارات الرنانة وآن الأوان ان تقدم الحكومة التسهيلات اللازمة لقيام هذه الصناعة المهمة وان تدعم أصحاب الفنادق وتسهل الإجراءات لهم وان تفتح الباب أمام الترويح السياحي الذي كان يقوم به العم الفاضل المرحوم صالح الشهاب.
نعم آن الأوان أن تضع الحكومة خطة متوسطة وطويلة الأمد للنهوض بهذه الصناعة والاعتماد عليها كدخل قومي إضافي للدولة وان تهتم بالجزر والشواطئ الجميلة التي وهبنا الله سبحانه وتعالى إياها وان تتوقف فوراً عن رمي جميع أنواع المخلفات التي أتلفت بحرنا وقست عليه.
نعم آن الأوان لإعادة الترويح والترفيه للمقيمين على هذه الأرض الطيبة بما يتناسب مع ما يقوم به اشقاؤنا في دول الخليج العربي.