كتاب أكاديميا

د. حسن عباس يكتب: تدريس الكويت وفنلندا

يقاس تطور الشعوب بنسبة الأمراض التي تصيبها. وهذه الأمراض تتنوع بين سياسية وأخلاقية وأكاديمية وفساد ووضع اقتصادي. المؤشرات تتباين بحسب المنهجية المستخدمة لقياس هذا التطور.
إلا أن أهم معيار ومقياس لتطور الشعوب يكمن في الجانب التعليمي والأكاديمي منه. ففي الوقت الذي تتميز الكويت في فلسفة التعليم التي تعتمد على النقاط التالية: المركزية، فلسفة التعليم باتجاه واحد (المدرس يعلم والطالب يتلقى ولا يشارك)، الرعاية الأبوية في التعليم، تحفيز الذاكرة على حساب التفكير والتحليل.
توجد لدى الدول الأخرى محاولات إبداعية في التعليم كونها البنية الأساسية لتقدم الدول. فالإنسان اللبنة الأولى للشعب والدولة، ومن دونه لن يحصل التطور مهما صُرفت المليارات. فنلندا إحدى هذه الدول الإبداعية في مجال التعليم. سأستقطع لكم بعض فقرات البرنامج الوثائقي للمخرج الأميركي الشهير مايكل مور (امتاز بإخراج وثائقيات جميلة وقوية جدا كفيلم فهرنهايت 9/11). يريد مور من فيلمه الوثائقي الجديد تسليط الضوء على أحدث الإبداعات في مجال التعليم. لاحظوا هذه الفقرات والعبارات العجيبة التي جاءت في الفيلم:
● قديمة، كانت مدارس فنلندا سيئة للغاية.
● عندما تم تقييم مستوى الأطفال حول العالم، كانت كل من فنلندا والنمسا في مكان ما أسفل قائمة الأمم.
● لكن فنلندا لم يعجبها الأمر، لذا قامت بتجربة أفكار جديدة، وفي غضون فترة وجيزة قفزت إلى قمة العالم. كيف؟ تساءل مور، فذهب بسؤاله إلى وزيرة التعليم التي جاوبت على الفور بالتالي:
● الوزيرة: «ليست لديهم واجبات منزلية»!
● «يجب أن يتوافر لهم الوقت ليعيشوا طفولتهم ويستمتعوا بالحياة»… فتوجه إلى الطلبة بالسؤال: «كم كانت مدة آخر واجب منزلي»؟
● طالبة: «تقريبا 10 دقائق»… وآخر: «تقريبا 20 دقيقة»!
● مدير مدرسة ثانوية: «مصطلح الواجب المنزلي برمته عفى عليه الزمن»!
● احتار مور، فسأل مُدرسة أطفال المرحلة الابتدائية: «ماذا لو أراد الأطفال تسلق الأشجار»!
● المُدرسة: «نعم، يمكنهم تسلق الأشجار، ولكن أثناء تسلقهم سيكتشفون أنواعاً مختلفة من الحشرات. ثم يأتون في اليوم التالي ويخبروني بما اكتشفوه»!
● طيب: «كم ساعة يقضيها الأطفال بالمدرسة؟»
● تجيب: «الإثنين 3 ساعات، الثلاثاء 4 ساعات، وإجمالاً 20 ساعة في الأسبوع». ولا ننسى أن الساعات الثلاث أو الأربع في اليوم تشمل أوقاتاً للراحة واللعب، كما تضيف المدرسة!
● وعند تصميم مدارسهم، أخذ المهندسون برأي الأطفال خصوصاً في ما يتعلق بألعابهم!
● إجمالاً يقول مور، إن مدارس فنلندا لديها أقصر يوم دراسي في أوروبا، لكن تحصيله الدراسي هو الأفضل.
إحنا بالكويت ما نبي إلا تردون لنا جامعتنا في الشدادية وتحولون وزيرنا من التربية إلى وزارة السعادة!
د. حسن عباس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock