كتاب أكاديميا

وزارة التربية مع التحية | سامي الخرافي

بعد التقرير الأخير الذي ذكرته اليونيسكو بأن الكويت قد فشلت في تحقيق أهداف التعليم وتحتاج زمنا طويلا لإصلاحه قد يتجاوز 60 سنة! فإننا نتساءل وهو من حقنا، يا ترى ما السبب في ذلك؟

ما سأكتبه قد يسبب الألم للبعض ولكن هي تلك صراحتي التي تعودتم عليها، إن خبرتي التي ناهزت 34 سنة في الحقل التربوي تكللت بالتقاعد هذا العام ولله الحمد وقد أعطتني هذه الخبرة معرفة كبيرة بالأسباب التي وراء تدني مستوى التعليم ومنها:
٭ التغيير المستمر في المناهج دون دراية أو استطلاع لرأي الميدان وإن تمت فمن باب «الاستئناس» فقط لكي يقولوا تم أخذ رأي الميدان وكثيرا ما كتب رؤساء الأقسام رؤيتهم عن الأخطاء في المناهج ولا حياة لمن تنادي!
٭ مخرجات الجامعة أو كلية التربية الأساسية لكثير من المعلمين او المعلمات ليست بالمستوى المطلوب من حيث تحصيلهم بشكل يؤهلهم عمليا ليكونوا عاملا أساسيا في عملية تطوير التعليم لأن الحاصل حاليا هو أن هؤلاء يكون لهم كورس واحد فقط قبل التخرج من أجل مشاهدة الحصص ومعرفة طبيعة العمل بالمدرسة.. الخ وهذا ليس كافيا لتخريج معلم ذي كفاءة قادر على النهوض بالتعليم.
٭ كثير من القيادات على مستوى المناطق التعليمية أو في الوزارة لم تمارس عملية التدريس وتدرجت من خلال تواجدها في المنطقة التعليمية أو أتت من خارج الحقل التربوي فكيف تعرف طبيعة ومشاق مهنة التعليم من أجل وضع الحلول المناسبة.
٭ الكثير من المؤتمرات التي تكون داخل الكويت والتي تصب في مصلحة تطوير التعليم هي في الأصل وبكل مرارة هي إجازة للكثيرين من خلال الذهاب للفندق والأكل في البوفيهات ومن ثم الخروج إلى قضاء المشاوير وتسأل: ماذا استفدت من ذلك المؤتمر؟ فتجد الإجابة: شفت ربعي اللي من زمان ما شفتهم وأكلنا خوش بوفيه، وتسأله ما اسم المحاضر: فسلامتك لا يعرف شيئا فكيف يتم تطوير التعليم بالله عليكم؟!
٭ أمر مهم جدا وهو ما دور التواجيه الفنية حاليا فكثير منهم يكون دورهم هو متابعة المعلمين دون نقل أي خبرات أو توصيل أفضل السبل في عملية التعليم وهناك قلة تحرص على ذلك للإنصاف، ولكن الأغلبية ليست كذلك، أضف إلى ذلك ان كثيرا من المعلمين قد حصروا أنفسهم في الكتاب المدرسي دون الحرص على تثقيف أنفسهم بالاطلاع على ما يخص المادة من أجل توظيفها للطالب وبالتالي أصبح التعليم هو تلقين فقط.
٭ أصبحت الحفلات أو استضافة المناسبات والبهرجة.. الخ هي ما يهم الكثير من المسؤولين وبالتالي أصبح تقييم المدارس المتميزة مبنيا على ذلك للأسف الأمر الذي يؤدي الى التركيز على تلك الاستضافات دون الاهتمام بجانب التعليم وبالتالي أصبحت المخرجات ضعيفة.
٭ الميزانية الضخمة التي ترصدها الدولة من أجل التعليم تشعرني بأنك ترمي أموالك في البحر دون الاستفادة منها فكذلك التعليم لا نرى ثمرة تلك الأموال في تصحيح المسار التربوي مما يجعلنا نتساءل هل التعليم في السابق والقائمون عليه كانوا حريصين عليه بينما الحاليون ليسوا كذلك؟
تلك بعض الأسباب من وجهة نظري التي جعلت التعليم في الكويت رغم الأموال الطائلة التي تصرف بهذا المستوى باعتراف اليونيسكو، فهل تحرص الوزارة على إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟

[email protected]

نقلا عن الأنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock