كتاب أكاديميا

م. شهد الناصر تكتب: رفقاً ببعضنا فكلنا راحلون..

في اللّيلة التي توقّعوا فيها حدوث زلزال ثاني بإسطنبول بعد الزلزال الأول القوي الذي كان لحظات رعب فاصلة بين الموت والحياة.
لجأَ الجميع إلى الحدائق لأنّها الأماكن المكشوفة التي قد تُنجيهم من أضرار المباني.
الجميع هارب سواء غني فقير لاجىء مقيم سائح ..
“الجميع سواسية لافرق بينَ أحد”
الجميع مُشرّد ضعيف أمام صوداف الأقدار ..
سبحان الله الإنسان يظلم ويتجبّر وينسى أنّه راحل !
يبخل ويشح على غيره وينسى أنَّ أرض الله واسعة …ينسى أنَّ هِبات ربنا سبحانه عظيمة يعطيها برحمته لمن يشاء.
قبل أنْ تظلم غيرك.. قبل أنْ تتهمه بالباطل ..قبل أنَ تجرح غيرك ..تذكّر أنّكَ ستغادر هذه الحياة ولنْ تحمل معك إلا عملك ،ولن يبقى منك إلا أثرك .
وهذا الأثر خياره متروك لك إما أثر طيّب أو أثر سيء.
أصدقائي ليتنا نضع أنفسنا مكان الآخر قبل أنْ نطعنه بأحكام مُسبقة مبنية على ظنوننا ..
ليتنا نشعر بجروح الآخر قبلَ أنْ نزدريه بتعصّب طائفي أو قبلي أو عنصري.
لحظات الزلزال أثارتْ الرعب بالقلوب
فما هو حال الذين يعيشون تحتَ الدّمار ..تحت القصف تحت دوّي المدافع؟!
ماهو حال منْ كابدَ التشرد وتألّم من الغربة ؟!
ماهو حال منْ عاشَ الفقدان والموت
آلاف المرات ؟!
ليتكم تستوعبون حجم الحزن بقلب اللّاجىء قبلَ أنْ تطعنوه بسؤالكم الجارح “لماذا لا تعود لديارك؟”
كيف يعود وبيته تهدّم ..كيف يعود والدّمار يعزف موسيقى الحزن بكل زاوية؟!.
قبل أنْ تقولوا له عُد…هل تستطيعون أنْ تُعيدوا له حياته والأحباب الذين فقدهم؟.
ياأعزائي إنَّ الحروب والزلازل قاسية مُرعبة مُدمّرة ..
لكن الأقسى منها المعارك التي نصارعها كل يوم لنتعايش مع الواقع و الظروف والألسنة اللّاذعة.
أرجوكم رفقاً ببعضنا فكلنا راحلون.

بقلم: م.شهد الناصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock